المعركة حول الحرب بين إسرائيل وحماس تحتدم في واشنطن


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

تقديم :

يكتسب مقال بن صامويلز أهمية خاصة، فالكاتب مطلع وقريب من دوائر صنع القرار الأمريكي والمقال يسلط الضوء على التباين بين :

– الموقف الأمريكي الرسمي المعلن ، من حيث الدعم الكامل والتفويض المطلق لإسرائيل في حربها التدميرية المتواصلة للأسبوع الثالث على قطاع غزة لاجتثاث حماس – في أعقاب نجاحها بمباغتة إسرائيل بعبور حدودها الجنوبية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر/ الجاري، وتسببها بخسائر فادحة غير مسبوقة، ما تزال تداعياتها تتفاعل على كافة الأصعدة الاسرائيلية والفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية.

– وبين النقاش المحتدم خلف الكواليس في دوائر صنع القرار الأمريكي. الذي يحفزه الشك بأهلية وكفاءة القيادة الاسرائيلية وافتقارها للتفكير الاستراتيجي بعيد المدى. وتنامي القلق الأمريكي من اتساع دائرة الحرب، واحتمال تورط الولايات المتحدة في صراع إقليمي يهدد إسرائيل والمصالح الأمريكية في عموم المنطقة الجيواستراتيجية الأهم. فضلا عن انعكاسات الحرب السياسية والأمنية على الساحة الداخلية الامريكية

اللافت في المقال تشكيك الكاتب في مصداقية الإدارة الديموقراطية الأمريكية تجاه حرب إسرائيل على قطاع غزة. بالإشارة إلى محاولة الرئيس بايدن توظيف الموقف الرسمي المعلن الداعم كليا للحرب الإسرائيلية التدميرية على قطاع غزة، لكبح جماح إسرائيل الجريحة المندفعة للانتقام بلا رحمة، كسياسة في الحرب الجارية وفي المستقبل.

والملفت في المقال، أيضا، أن التشكك لا يقتصر على الحزب الديموقراطي،الذي يتنامى فيه تأثير التيار التقدمي والقاعدة الانتخابية الشبابية المؤيدة للحقوق الفلسطينية. وإنما يمتد ليشمل، أيضا، الحزب الجمهوري -المؤيد في غالبيته الساحقة لإسرائيل وحربها ضد الشعب الفلسطيني، وربطه المقاومة الفلسطينية بإيران باعتبارها العدو الرئيس الذي يهدد إسرائيل والمصالح الأمريكية- بالإشارة إلى تنامي ما أسماه الكاتب “بالجمهوريين الانعزاليين” داخل الحزب، ورفعهم لشعار “أنا أحب إسرائيل أكثر من حماس، ولكن في النهاية أنا مع أمريكا”.

وينبه الكاتب لأخطار وتداعيات المقارنة بين الحروب الثأرية التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر/2001 -التي يعي الأمريكيون جيدا فشلها، فضلا عن انعكاساتها السلبية على السلم الأهلي الأمريكي- وبين الحرب الإسرائيلية التدميرية على قطاع غزة، والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة -التي تستحضر صور أبو غريب- على فلسطيني الضفة الغربية. ويشير إلى تنامي القلق الأمريكي من اتساع ظاهرة الاسلاموفوبيا ومعاداة السامية في الساحة الأمريكية بسبب الحرب المستعرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر/ الجاري.

وفين يلي ترجمة المقال:

” المعركة حول الحرب بين إسرائيل وحماس تحتدم في واشنطن

‎في الوقت الذي يقول فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إسرائيل تحظى بدعمه الكامل، فإن سلوك مسؤوليه يرسم صورة مختلفة قليلا . وتظهر جبهات ثانية في العاصمة أيضا داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري

‎في العلن، لم تقدم إدارة بايدن لإسرائيل سوى الدعم الكامل في ردها على هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر / . وأبلغت العالم أنها ستزود إسرائيل بالدعم الدبلوماسي والعسكري والتكتيكي وأي احتياجات أخرى. لكن في السر الصورة ليست بهذه البساطة. يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من تورط إسرائيل في حرب إلى الأبد مع حماس. وتراجع الدعم الدولي بسبب الأزمة الإنسانية في غزة.والغزو البري الحتمي الذي يعيق الجهود الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الجماعات المسلحة في غزة. وجبهة ثانية تلوح في الأفق مع حزب الله وإيران المحتمل أن يتورط فيها الأميركيون بحرب إقليمية. وعلى الجبهة الداخلية، وتصاعد معاداة السامية وكراهية الإسلام في الأيام الأخيرة بسبب الحرب.

‎ وفي الوقت الذي يقف الجمود السياسي في العاصمة في طريق إدارة بايدن لتقديم أقصى قدر من الدعم لإسرائيل، يعمل الذعر السياسي المتزايد بين الديمقراطيين والجمهوريين على تحويل الأزمة الجيوسياسية بسرعة إلى أزمة سياسية.

‎تعتمد استراتيجية بايدن تجاه إسرائيل خلال الحرب – وبشكل أكثر تحديدا مع بنيامين نتنياهو – على علاقة شخصية استمرت أربعة عقود مع رئيس الوزراء، وقد تم توظيفها سابقا خلال الحرب الكبرى الأخيرة بين إسرائيل وحماس في العام 2021. وكما هو مبين في كتاب فرانكلين فوير الأخير حول رئاسة بايدن ، “السياسي الأخير : جو بايدن داخل البيت الأبيض والنضال من أجل مستقبل أمريكا”، فإن بايدن يدعم إسرائيل علنا – ومن خلال عملية صنع القرار لدى نتنياهو – بينما يستخدم سرا هذا الدعم بالذات كشكل من أشكال ضبط النفس. تم تضخيم الدعم ،فقط، بسبب حجم هجوم حماس، الذي قُتل فيه أكثر من 1300 إسرائيلي. فضلا عن الدعم اللاحق الذي ظهر في ثلاثة من أهم الخطابات في فترة رئاسته : الأول من البيت الأبيض بعد 48 ساعة من الهجوم على جنوب إسرائيل. والثاني أثناء تواجده على الأرض في إسرائيل الأسبوع الماضي. والثالث في وقت الذروة بالمكتب البيضاوي، والذي حدد فيه المسار لما تبقى من فترة رئاسته. وحذا حذوه في تقديم دعمهم الثابت لإسرائيل،مسؤولون أمريكيون مثل جيك سوليفان مستشار الأمن القومي ، وأنتوني بلينكن وزير الخارجية ، ولويد أوستن، وزير الدفاع، لكن تم تكليفهم بالتأكد من عدم اعتبار الدعم بمثابة شيك على بياض. وفي حين لا ينبغي فهم الديناميكية على أنها مثل الشرطي الجيد والشرطي السيء. فقد استخدم بايدن علاقته الوثيقة المباشرة بنتنياهو لطرح أسئلة حول الأهداف والخطط، في حين تم تكليف كبار مسؤوليه بالتصرف بشكل أكثر مباشرة.

‎بادئ ذي بدء، كان المسؤولون الأميركيون واضحين على نحو متزايد بشأن حاجة إسرائيل إلى تحديد خطط غزوها، والشكل الذي قد يبدو عليه قطاع غزة في مرحلة ما بعد حماس. وقد أعلن بايدن موقفه علنا من خلال وصف إعادة احتلال إسرائيل المحتمل لغزة بأنه “خطأ كبير”. ونقل كبار المسؤولين الأميركيين هذه الفكرة بشكل مباشر إلى نظرائهم الإسرائيليين، مشيرين إلى تحذيرات بايدن بضرورة التفكير على المدى الطويل، وتعلم الدروس من هجمات 11 أيلول /سبتمبر/، والحروب الأميركية الناتجة عنها في أفغانستان والعراق. وقد ذكر المسؤولون الأمريكيون (بمن فيهم بايدن) صراحة إسرائيل ،أيضا، بالحاجة إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وناشدوا إسرائيل بأن تفهم الطبيعة الدقيقة للدعم الدولي منذ أن بدأت ردها العسكري بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين أنهم يشعرون بالقلق من أن جهود بلينكن الدبلوماسية الماراثونية معرضة لخطر التبدد، خاصة مع اندلاع المظاهرات في جميع أنحاء الشرق الأوسط بعد انفجار مستشفى غزة يوم الثلاثاء الماضي والذي نسب في البداية إلى إسرائيل (ولكن منذ ذلك الحين تم قبوله على نطاق واسع على أنه تفجير ناجم عن خطأ في إطلاق صاروخ من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية).

ضوء اخضر للدخول البري ؟

‎كما أن تردد إسرائيل في السماح بدخول المساعدات الإنسانية-التي بدأت أخيرا العبور إلى غزة من رفح يوم السبت ،بعد أسابيع من المفاوضات رفيعة المستوى مع كل من إسرائيل ومصر- أثار قلق المسؤولين الأمريكيين من أن موقف إسرائيل بشأن هذه المسألة، يعكس عدم الرحمة في أعقاب هجوم حماس ، الأمر الذي قد ينذر بالمثل بردود عسكرية حالية ومستقبلية. وأكد المسؤولون رواية نيويورك تايمز عن تشدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فضلا عن دعوته إلى توجيه ضربة استباقية لحزب الله، وكان من الممكن أن تؤدي إلى وجود قوات أمريكية على الأرض – بالرغم من إصرار بايدن على أن التقارير الأخيرة حول هذه المسألة كانت غير صحيحة”. وسواء كان بايدن يخادع أم لا، فإن الولايات المتحدة تواصل تعزيز وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط. وقد نشرت مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات، وأسراب طائرات مقاتلة، وأمرت بعدد متزايد من القوات للاستعداد، ونشرت مؤخرا، بطارية ثاد وكتائب باتريوت في جميع أنحاء الشرق الأوسط بعد محاولة هجوم صاروخي وطائرات بدون طيار من قبل الحوثيين. لاستهداف إسرائيل من اليمن.

‎ويمتد هذا إلى نهج بايدن بشأن الغزو البري الإسرائيلي المتوقع لغزة، والذي يبدو أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين لديهما روايات متضاربة بشأنه. وبينما يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن بايدن أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لعملياتها ، تقول روايات أخرى إن الولايات المتحدة تحاول كبح جماح إسرائيل حتى تتمكن من مواصلة المفاوضات حول الرهائن عبر القطريين.

‎وبينما قال الأمريكيون أنه ليس من حقهم أن يملوا على إسرائيل كيف تخطط وتدير عملياتها العسكرية، بصرف النظر عن تذكيرها بلطف علنا باحترام قوانين الحرب وحياة المدنيين،

‎فقد أمسكت إدارة بايدن بعجلة القيادة في الكثير من ردود أفعال إسرائيل في الماضي بطريقة لم يرد ذكرها من قبل.ومع حضور بايدن شخصيا اجتماعات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، وتعامل بلينكن الديبلوماسي بشكل فعال مع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وأوستن على اتصال شبه يومي مع غالانت، يمكن تفسير انخراط الولايات المتحدة على أنه دعم شخصي لإسرائيل، وكذلك، عدم ثقتها في تعامل إسرائيل مع هذا الأمر كما ينبغي في لحظة بالغة الحساسية .

‘نقطة الأنحراف’

‎يحاول بايدن الآن الاستفادة من الدعم الكامل المؤيد لإسرائيل الذي أظهره في الخارج محليا. محاولا ربط صراعات إسرائيل وأوكرانيا كوجهين لعملة واحدة فيما وصفه بـ “نقطة انعطاف في التاريخ”. وسعت الإدارة إلى استخدام هذا الترابط من خلال ربط طلباتها المالية في حزمة مساعدات طارئة واحدة بالكونجرس، الذي أصبح على مدى الأشهر القليلة الماضية يشعر بالقلق بشكل مطرد من التمويل الأمريكي لأوكرانيا. وسواء كان ربط بايدن بين الصراعات يمكن أن يصمد أمام التدقيق أم لا، فإن القرار مع ذلك كان ذكيا من الناحية السياسية، ويضع عبء الإثبات على عاتق الكونجرس لشرح سبب عدم قدرته على تزويد إسرائيل بمبلغ 14.3 مليار دولار من المساعدات الإضافية المطلوبة – أي أكثر من أربعة أضعاف ما تقدمه الولايات المتحدة بالفعل سنويا. ويتزايد هذا العبء مع فشل الحزب الجمهوري مرارا وتكرارا في اختيار رئيس لمجلس النواب، مما يمنع مجلس النواب حتى من النظر في حزمة المساعدات مع احتمال إغلاق الحكومة بعد أقل من أربعة أسابيع. وبينما قال مجلس الشيوخ إنه سيوافق على هذا أولا، مع رفض تشاك شومر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ انتظار مجلس النواب لترتيب نفسه، فإن جهود بايدن حولت الأمر رسميا إلى مسألة معروضة للنقاش السياسي.

‎من جانبه، اتحد الحزب الجمهوري في مهاجمة سياسة بايدن تجاه إيران باعتبارها مسؤولة إلى حد كبير عن السماح بحدوث هجوم حماس في المقام الأول. وأن إدارة بايدن استخدمت حرب إسرائيل كذريعة للتركيز على مسائل أخرى غير ذات صلة، كالحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، والهجرة، والثقافة في الحرم الجامعي هي القضايا المباشرة المستخدمة. ومع ذلك، فإن الاضطرابات الداخلية داخل الحزب الجمهوري تلوح في الأفق، حيث يواصل تاكر كارلسون، انتقاد جهود بايدن وفكرة الدعم الأمريكي لحرب إسرائيل.

‎من الغريب بعض الشيء أن ينحاز الناس إلى جانب ما، ويتم غزو مبنى الكابيتول من قبل ” مؤيدين

‎ لحماس، ومن ثم ينحاز الناس إلى الجانب المؤيد لإسرائيل. قال كارلسون الأسبوع الماضي في صفحته على موقع X

‎لم أسمع أحدا يقول: “حسناً، لدي وجة نظر حول كل هذا: أنا أحب إسرائيل أكثر من حماس، ولكن في النهاية أنا مع أمريكا. يبدو هذا هو الموقف الطبيعي الذي يجب على الأمريكيين اتخاذه”.. وفي حين أن العديد من الجمهوريين الانعزاليين كانوا مترددين في ترديد مثل هذا الرأي علنا، فإن تعليقات كارلسون، جنبا إلى جنب مع حزمة مساعدات بايدن لإسرائيل وأوكرانيا، يمكن أن تمنح العديد من الجمهوريين الانعزاليين فرصة للتعبير عن شكوكهم.

ويواجه الديمقراطيون أيضا صدعا داخليا

‎ففي حين أن الغالبية العظمى من المشرعين الديمقراطيين متفقون مع بايدن، فإن المشرعين التقدميين (والناخبين الشباب الذين يتعاطفون معهم) يشعرون بخيبة أمل متزايدة تجاه رئيسهم – وسياسته تجاه إسرائيل، لا تؤدي إلا إلى تسريع هذا التصدع. وفي الوقت نفسه، يحافظ ديمقراطيون آخرون على دعمهم، بينما بدأوا أيضا في تشجيع إسرائيل رسميا على صياغة خطة أفضل، مرددين تحذيرات بايدن بشأن 11 أيلول /سبتمبر/. وأشار العديد من العاملين في الكونجرس إلى قصة نشرتها صحيفة هآرتس مؤخرا عن جنود ومستوطنين إسرائيليين يعتدون على الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد مذبحة حماس، قائلين: إن الصور تشبه تلك التي ظهرت في سجن أبو غريب خلال حرب العراق في الفترة 2003-2004.

‎إن تحذيرات بايدن بشأن أحداث 11 أيلول /سبتمبر/ هي أكثر تفهما في الداخل، حيث يتنامى الشعور بشدة بتصاعد معاداة السامية وكراهية الإسلام – خاصة بعد عمليات الطعن المميتة الأخيرة التي تعرض لها الصبي الفلسطيني الأمريكي وديع الفيوم البالغ من العمر 6 سنوات. ورئيسة الكنيس سامانثا وول

‎البالغة من العمر 40 عاما في ديترويت. وفي حين أن شرطة ميشيغان لم تؤكد حتى الآن أنها جريمة كراهية، إلا أن المشرعين الأمريكيين والمنظمات اليهودية يقولون إنه من المستحيل النظر إلى وفاتها خارج سياق الظروف الحالية.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

مؤلف: بن صامويلز - تقديم وترجمة غانية ملحيس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *