المطلوب فلسطينيا في مواجهة التحديات الوجودية

يواجه الشعب الفلسطيني تحديات مصيرية ووجودية ناتجة عن حرب الابادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة والعمل على سحب ذلك على الضفة الغربية تنفيذا لخطة الحسم التي تتبناها حكومة اليمين الفاشية في دولة الاحتلال.
نشهد الان تسارعا في خطوات الاحتلال خاصة على خلفية الإنجازات السياسية والقانونية والشعبية التي حققتها قضية شعبنا بما يشمل اتضاح الطبيعة الفاشية والعدوانية لدولة الاحتلال وتهاوي رواية الاحتلال وتعزيز السردية الفلسطينية التي تؤكد عدالة قضية شعبنا التي تحولت الى رمزا للحرية والكرامة على المستوى العالمي .
ان مقترحات قادة الاحتلال بخصوص اليوم التالي لقطاع غزة والمحددة بإنشاء ادارة مدنية والتحكم السياسي والإداري والامني بة وقرارات إعادة الارتباط مع مستوطنات شمال الضفة ووقف تحويل المقاصة تبرز بوضوح انها تعمل على شطب كل التعاقدات السابقة مع السلطة ذات العلاقة باتفاق أوسلو وتعيد إنتاج وترسيخ الوجود الاحتلالي والكولونيالي المباشر علي الأراضي الفلسطينية.
يأتي تسارع قرارات الاحتلال ردا على الإنجازات النوعية التي بدأت تحصدها قضية شعبنا والتي اربكت حسابات الاحتلال.
تتلقي حكومة الاحتلال ضربات متكررة وذلك من خلال اعتراف 143دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة باحقية دولة فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة واعتراف ثلاثة دول وازنة بدولة فلسطين وهي اسبانيا وايرلندا والنرويج وقرار محكمة الجنايات الدولية والقاضي بتوقيف كل من نتياهو وغالانات بوصفهم مرتكبي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وكذلك قرار محكمة العدل الدولية الأخير والقاضي بوقف العدوان على رفح .
ترابطت هذة الإنجازات باتساع حركة المقاطعة وحركات التضامن وفاعليات الحركات الطلابية بالجامعات الأمر الذي شكل نهوضا بالوعي العالمي لصالح حقوق شعبنا ووضع دولة الاحتلال في بدايات دائرة العزلة كدولة احتلال وتطهير عرقي.
يتطلب الرد على حرب الوجود والابادة الجماعية حيث أن الجميع في دائرة الاستهداف العمل على استثمار الإنجازات العالمية النابعة من صمود وكفاح شعبنا وذلك عبر الإسراع في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
لعل المدخل الأنسب لذلك يكمن في عقد لقاء فوري للامناء العامين يعمل على ترتيب اجتماع سريع للمجلس المركزي بمشاركة ممثلين عن حركتي حماس والجهاد تنبثق عنة هيئة وطنية موحدة لإدارة العمل السياسي والكفاحي.
ان عقد اجتماع للمجلس المركزي يعني تعزيز تمثيل مؤسسات المنظمة وتفعيلها وقطع الطريق عن محاولات تشكيل البديل عنها وكذلك محاولات إعادة فرض الوصايا على شعبنا من جديد .
يعلن المجلس عن تنفيذ قرارات المجلسيين الوطني والمركزي والخاصة بإنهاء العلاقات مع دولة الاحتلال وسحب الاعتراف به والإعلان عن دولة فلسطين بوصفها دولة تحت الاحتلال ومطالبة بلدان العالم بإنهاء الاحتلال عنها.
يعلن المجلس أيضا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية لقطع الطريق عن مخططات اليوم التالي التي يخطط لها الاحتلال ومحاولات فصل القطاع عن الضفة.
لقد بات مطلوبا تحويل معركة كفاح وصمود غزة بوصفها معركة للاستقلال الوطني الأمر الذي يتطلب العمل على تحقيق الوحدة والشراكة السياسية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الجبهة الوطنية العريضة والمعبرة عن الهوية الوطنية الجامعة والإنجاز الاهمل لكفاح شعبنا.