
حفنة تافهة من الاصوات استلت اقلامها طعنا في ظهر من يسطرون معركة تاريخية في زمن خنوع الدول وانظمتها الجبانة. في وقت يُباد فيه الشعب الفلسطيني في غزة، لا وقت فيه للتشاطر في توجيه النقد السمج. اذا خنقك الجبن عن قول مؤيد لمن يقاتل، فأقله ساند الابرياء الذين ينتقم منهم المجرمون لأنهم يفشلون في الميدان. حكمة القول ان يُقال في الوقت الصح، وليس ضده.
يتباكون كذبا على الدم الفلسطيني، في حين لم نكن نسمع لهم اي تباك ولو نفاقي قبل هذه الحرب. يتحسرون على الدمار والحصار الحاصل، بينما حسرتهم على انكشاف الانظمة التي تدوس رقابهم وتستعبدهم. لم يكن لهم اي فعل او صوت لا في الماضي ولا في اي مجال فيه مروءة. شجاعتهم الجبانة لا تظهر الا في انتقاد الفرسان، يقعدون في حضن الانظمة التافهة التي تعلفهم، يحفظون ما يُلقنون في السر، وينطلقون كالببغاوات في كيل الاتهامات يمينا وشمالاً.
لو امتلكوا عشر معشار شجاعتهم المزيفة في نقد انظمتهم لساهموا في تحرير شعوبهم من العبودية والخنوع. لكنها اطباع الاقلام الاحذية … وهم صنف اكثر اهتراءً من مثقفي السلطة والسلطان … هؤلاء لا يقبلون الا ان يكونوا خدما لاقدام الحاكم والنظام، يلبسهم المُستبد والفاسد اوقات الازمات كي يعبر بهم مستنقعات النذالة، فلا يوسخ قدمه، يتوسخون هم … ثم يلفظهم ويأتي بغيرهم.
ليس هناك احد فوق النقد بما فيه السواعد المقاومة، فالنقد جوهر النجاح، لكن الطعون والاتهامات والخذلان وما يأتي ممن هم اقلام احذية، يختلف في المعنى والهدف والتوقيت.