القضاء على السنوار يوفر فرصة ذهبية لصفقة الرهائن
![](https://www.palestineforum.net/wp-content/uploads/2024/10/السنوار1-1024x637.png)
يشكل القضاء على السنوار أحد أكبر إنجازات إسرائيل في الحرب التي فرضت عليها في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وهو يساوي في القيمة، وربما يفوق، قيمة القضاء على نصر الله. السنوار هو من خطط لهجوم سمحات توراة، وخطط له منذ نحو عقد من الزمن، واعتبره مهمة حياته. وبحسب اعتقاده، كان من المفترض أن يغير مجرى التاريخ في اتجاه زوال إسرائيل، حتى لو كان الثمن هو حياته. ومن عقله المحموم انبثقت معركة إقليمية صعبة، تعرضت فيها إسرائيل لضربة غير مسبوقة، لكنها في الوقت نفسه قوضت بشكل كبير مكانة معسكر المقاومة.
كان السنوار زعيماً ذو وزن رمزي ووظيفي في الوقت نفسه. فهو يحظى بإعجاب وتقدير الكثير من الفلسطينيين، وهو الذي حدد الأجندة الوطنية في السنوات الأخيرة، ولكن أيضا كانت له
الكلمة الأخيرة بكل ما يتعلق بسير الحرب وحكم حماس في غزة، وكذلك بشأن المفاوضات حول مسألة صفقة الافراج عن المخطوفين . وجاء القضاء عليه في وقت معقد بشكل خاص بالنسبة لتنظيم حماس .فرغم مرور عام على 7 أكتوبر ، لا يزال هو التنظيم المسيطر في غزة، لكن “خلية النحل” التي أحاطت بالسنوار كانت ضعيفة وباهتة وتعمل في ظروف مواجهة عسكرية متواصلة .
تعيش حماس في هذه اللحظة حالة من الصدمة والفراغ القيادي شبيهة بما عاشه حزب الله قبل نحو شهر عند اغتيال نصر الله. السيناريو الأقل معقولية هو أن القضاء على السنوار سيؤدي إلى التفكك الكامل لأطر حماس، والتخلي عنها والاستسلام الجماعي، وربما حتى خروج الجمهور ضد التنظيم . وحتى بعد القضاء على زعيمهم، فإن أعضاء التنظيم متعصبون إيديولوجيا وسيظلون مخلصين لعقيدتهم المتطرفة وللقتال ، تماما كما حدث بعد القضاء على القادة التاريخيين مثل الشيخ ياسين أو عبد العزيز الرنتيسي أو أحمد الجعبري. .
حذاء ضخم :
ومع ذلك، يترك السنوار وراءه حذاءً ضخمًا. ومن المرجح أن يحدث نوع من توزيع الصلاحيات . حيث أن المسؤولية على استمرار القتال وعلى الحفاظ على سلطة حماس على الشارع ستتولاها شخصيات بارزة كانت قريبة من السنوار، مثل شقيقه محمد، أو في معقولية أقل ، شخصيات بارزة في الذراع العسكري مثل رائد سعد وعز الدين حداد ، وجميعهم شخصيات يفتقرون إلى الخبرة في المجال السياسي أو الدعم الشعبي الواسع .
في موازاة ذلك ، يبدو أن قيادة حماس في الخارج ستضطر إلى الدخول بشكل أعمق في الفضاء الذي نشأ ، وبشكل خاص لإدارة البعد السياسي، وفي مقدمته المفاوضات حول صفقة تعثرت حتى الآن بسبب عناد السنوار. وهناك شخصيات مثل خليل الحية، نائب السنوار في الماضي، أو الزعيمين المخضرمين خالد مشعل وموسى أبو مرزوق، من المحتمل أن يتمتعوا بقوة أكبر من ذي قبل . وحقيقة أن خبرتهم الأساسية هي سياسية (على عكس السنوار، الذي يتمتع بخلفية عسكرية)، وأنهم موجودون في قطر ويخضعون لتأثير ضغط الدوحة (وبشكل غير مباشر الولايات المتحدة) قد تعزز من إحتمال تقدم المفاوضات في هذا الوقت .
ومع ذلك، فمن المهم إظهار نهج واعي في قراءة الواقع وتحديد الأهداف . وكما في حالة حزب الله، فإنه أيضا في حماس، لايعني القضاء على «رأس الأفعى» اختفاء المنظمة. الضربة التي تلقتها غزة وخبرة البدلاء ستكون أقل من خبرة السنوار، لكن من المعقول أن تستمر حماس في الإشراف على النظام العام في غزة وامتلاك القدرة العسكرية في المستقبل المنظور، حتى لو كانت أقل بكثير مما كانت عليه. في 7 أكتوبر . ومن أجل القضاء على قدرات حماس السلطوية والعسكرية، سيكون لزاما على إسرائيل العودة إلى نفس المعضلة التي رافقتها منذ بداية الحرب، والتي تتمحور حول الاعتراف بضرورة السيطرة على القطاع بأكمله و البقاء فيه لبعض الوقت، بالتأكيد إذا أرادت تهيئة الظروف لايجاد بديل لحماس
في الوقت الحاضر، حيث لا تزال إسرائيل غارقة في حرب الاستنزاف مع حزب الله المهزوم وتواجه الحاجة إلى التحرك ضد إيران، ولا يوصى باللجوء إلى احتلال غزة بكاملها . إن القضاء على السنوار يعطي في الواقع فرصة لتعزيز خيار “الصفقة” بسهولة أكبر، عندما يكون من الواضح أن لها – لإسرائيل اليد العليا في المعركة وأنها تستطيع الاحتفاظ بالحرية لدفع عملية استراتيجية ضد حماس في أي لحظة.
الوقت يتحول إلى حاسم ، وعلينا أن نستغل الصدمة التي تعيشها حماس ونحذر من الوقوع في الاعتقاد بأن الضربة التي تلقتها ستؤدي إلى الحسم، كما اعتقدنا أيضاً في حالة نصر الله . لقد جاءت فرصة استراتيجية للإفراج عن المخطوفين وواجب الحكومة هو استغلالها .
المصدر: يديعوت أحرونوت