القدس قبلتنا
في لحظة الدم، وتحديداً في هذه المرحلة التاريخية غير المسبوقة، ولأن المقاومة بكافة تعبيراتها الشعبية والمسلحة اتفقنا مع بعضها أو اختلفنا، حول التوقيت أو الأدوات، هي التعبير الأدق عن الكل الفلسطيني أينما كان، حري بنا أن نكرر ما قاله يوماً جمال الدين الأفغاني: “كل مرتفع يقاوم الجاذبية الأرضية، فيما كل منحدر يسلم نفسه بيسرٍ إليها”.
وكافة أشكال المقاومة اليوم هي من تحتل الصدارة في العلو، لا لأن يدها هي الطولى، ولكن لأنها القوة الأخلاقية والوطنية التي بها نتسلح في مجابهة مشروع الكيان الصهيوني وعصاباته من المستوطنين، وحربهم التطهيرية التي تستهدف كل ما هو فلسطيني على امتداد الجغرافيا الفلسطينية في الداخل المحتل وعلى طول الضفة الغربية وفي القدس والقطاع.
***
ولكن هذا أيضا يستدعي أن ننتبه لبعض الملاحظات المهمة ونعمل على التعاطي معها بحذر وذكاء، وهي كالتالي:
1- دخول أهلنا في الداخل المحتل إلى خط المواجهة بهذا الزخم والقوة، يعد تحولا جذرياً ومهماً للغاية، وجب علينا إدراكه جيداً باتجاه دعمه وحمايته قدر المستطاع.
…
2- بما أن البعض منا يمتلك من القوة المسلحة ما يؤلم العدو، وجب علينا تنسيق الحركة التفاعلية بين ما هو شعبي وما هو مسلح، كي لا نترك الأول وحده دون درع يحميه، ولا نغتر في الثاني فيصبح عبئاً يغرقنا، ولنا في الانتفاضة الثانية درساً علينا ألا ننساه.
…
3- يخطئ من يظن أن العمل السياسي بات خلف ظهورنا اليوم، فالعكس تماماً هو الأصح، وجب أن يكون إلى جانبنا تماماً، وعليه وجب توجيه هذا الفعل وترشيده لما يخدم نضالنا على الأرض.
…
4- لأن الطبيعة بطبيعتها لا تقبل الفراغ، وجب أن تتشكل وعلى الفور قيادة عليا موحدة ما بين جبهتي النضال “الشعبي والسياسي من جهة، والمسلح من جهة أخرى، شرط ألا تنفرد أياً منهما بالقرار.
…
5- أظهرت هذه الجولة من المواجهة، هشاشة الجبهة الإسرائيلية الداخلية، وكذلك ضعف الردع العسكري، ما يعني أننا أمام فرصة مهمة للمراكمة على ما وصلنا إليه تحديداً في القدس والداخل المحتل حيث المواجهة على الأرض وجهاً لوجه.
…
ختاماً، إن استطعنا أن نقف أمام مسؤولياتنا في هذه المرحلة بالذات، سنعيد للقضية مكانتها، وسنحقق انتصاراً لم نكن لنحلم به يوماً، وإن فشلنا فليعلم الجميع أنه ومهما فعل مهزوم وإن ادعى الانتصار.