الفلسطينيات .. نقطة عطر نون النسوة ، ورِقّة قواريرها ، تاء التأنيث بنقوش كنعانية ، يطرزن حياتنا الفلسطينية كما يطرزن أثوابهن بنقوش غير قابلة للنقاش ان نقشت كالوشم في روحنا ..
شقيقات ” عناة ” ، على رؤوسهن جرار العسل ، فخر فخّار أريحا ، وغيرة غور الأردن ، نخلات أرملات على أطراف البحر الميت ، يصنعن من فضة الدموع قلائد تبكي على صدر المليحات في ملح البحر الميت ، وعذوبة السكّر في بلح أريحا حين تمد نخلة رأسها وتطل على القدس ، واعتذار راهبة من عذريتها في” دير قرنطل ” حين تصحو أنوثتها على مرج بيسان يغازل مرج ابن عامر .. بين القدس والناصرة .. ..
الفلسطينيات .. أحضاننا بدل عن وطن ضائع ، وحنان شتلة ميرمية تداوي ” مغص ” الحنين ، ونعمة شقائق النعمان أحمر شفاه الجليل ، خبز طابون الأمهات المغمس بزيت الزيتون ، لهفة زهر اللوز على شبابيك الحبيبات ، ونفاد صبر الزوجات وحرقة أشواقهن أمام سجن ” شطة ” ،وعناق الأيدي من بين القضبان ، وشَكلة شعر البنات التي تحلم ان تُشترى يوما بالجنيه الفلسطيني بدل ” الشيكل ” .. ..
الفلسطينيات ..نعمة التأنيث حين تربط ” صرة ” حياتنا بالتاء المربوطة ، وجمع التأنيث حين يلمّ شملنا الى جمع مذكر سالم ، وسلامنا المفقود بين دبابة ” الميركافا” وطائرة “الاباتشي ” .. ..
الفلسطينيات .. شقاوة الحبيبات ، يرسمن قلوبهن على الجدار العازل ، وشقاء الشقيقات بالأخ المطارد ، وحنين البنات لعودة الأب الأسير الغائب ..
الفلسطينيات .. رحمة أرحامنا في هذا الظلام الظالم ، ورِقّة أحضاننا ، تمسح عن جبيننا التعب بقبلة بطعم الزعتر ..
الفلسطينيات .. أوطاننا الصغيرة في غياب الوطن ، وتاء التأنيث الساكنة فينا ، نقيم فيها بيوتنا حين تهدم الجرافة الإسرائيلية منازلنا ، وصدر الحبيب حين يتسع لدموعنا المقهورة من وجع الاحتلال ، عندما تفتش مجندة اسرائيلية سراويلنا الداخلية على حاجز قلنديا بحثا عن حزام ناسف ..
الفلسطينيات .. شقيقات أشواقنا حين يلسعها الحنين الى منقوشة زعتر في يافا ، وقرص فلافل في عكا ، ومسخن في سخنين ، وصحن عكوب في الجليل ، وبهاء حيفا من فوق حديقة البهائيين .. …
الفلسطينيات .. أوطاننا الصغيرة في أثواب مطرزة بنقوش كنعانية تزركش حياتنا الفلسطينية بالحب الصابر لشعب أيوب ..
الفلسطينيات .. هن عيدنا في عيد النساء ، وهن أوطاننا الصغيرة في وطن بمتناول القلب ..
للفلسطينيات الأمّهات ، الحبيبات ، الزوجات ، البنات ، الحفيدات .. في عيد المرأة شكرًا لتاء التأنيث الساكنة فينا ، وشكرّا لنون النسوة .. أستعير نقطتها لنقطة على السطر .