الطلاب الفلسطينيون في أوكرانيا
فوجئ الكثير منا بالأعداد الكبيرة من الطلاب الفلسطينيين، الذين يدرسون في أكرانيا، من داخل فلسطين، سواء من المنطقة المحتلة عام ١٩٤٨، أو ال٦٧، وبالتأكيد من الشتات. أكثر بكثير مما كنا نتصور . ربما عشرات الآلاف.
تصلنا الأخبار كل يوم، عن الاخطار والمعاناة، وحالة الرعب والهروب الى الحدود، التي يواجهها أبناؤنا وبناتنا في ظل العملية العسكرية الروسية. وبالصدفة نلتقي مع عائلات بعض الطلاب، ونلمس حجم القلق والخوف لديهم.
إن الحرب بشعة، هي قتلٌ منظم، وفعلٌ دموي مروع، ورعبٌ، وطردٌ وتشتيت، وفقدان الأمن. ويكاد المرءُ يفقد معنى الحياة، إزاء وحشية الانسان، وحشية الحكام والطبقات التي تستسهل الحرب، خاصةً وإن العالم يواجه خطرين ضخمين آخرين، الآمراض الخطيرة المعدية كفيروس كورونا، وتدمير المناخ.، وهي أخطار تهدد فعليا الحياة على الكرة الأرضية.
أما ما يُدهشك أكثر فهو أن ناساً عاديين، خاصةً ممن يكتوون من الحروب العدوانية وسرقة أوطانهم، يتعاملون مع الحرب كأنها لعبة كرة قدم. لا يرون الدماء ولا الجثث المحروقة، ولا الناس الهائمة على وجوههم، وتلك حالة مريضة نشهدها منذ انفجار الثورات العربية.
لا يجوز أن نُميّز بين معاناة شعبنا الفلسطيني، أو الشعب الاكراني أو الروسي، أو الشعب المصري او السوري أو اليمني او البحريني، وغيرهم من الشعوب، لكننا نشعر بألمٍ مضاعف تجاه طلابنا الفلسطينيين، الذين جاؤوا الى أكرانيا من فلسطين، من بلد ذاق ويذوق ويلات الاستعمار الصهيوني، من قتلٍ و تدمير، وحرمان، وفصل عنصري، جاءوا الى بلد أجنبي آمن، كما ظنّوا، طلباً للعلم، ولبناء مستقبلهم والمساهمة في بناء مجتمعهم. بلدٌ، أي فلسطين، هو ضحية تنافس الدول الكبرى، ونفاق غربي وشرقي دولي مستمر .
شعب فلسطين، وهو يخوض معركته العادلة، ضد الاستعمار الصهيوني، يفترض أن يكون أكثر الشعوب حساسية تجاه أي فعل عدواني من أي جهة كانت عربية او أجنبية. و إن حلفاءه الحقيقيين، ليس الوهميين والمنافقين والطغاة، بل الشعوب وحركاتهم التحررية والديمقراطية ذات الاهداف الانسانية، التي تشهد نهوضا لافتا في مختلف انحاء العالم، ضد العبث بمصيرهم.
الله يحفظ طلابنا الفلسطينيين، ويعودوا الى بلدهم سالمين.