الضربات في سورية.. أوسع هجوم إسرائيلي على الإطلاق لاستهداف القدرات العسكرية

يقدّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه دمّر حوالي 80% من القدرات الاستراتيجية العسكرية للجيش السوري في موجة الهجمات الأخيرة المستمرة منذ سقوط نظام بشار الأسد، الأحد الماضي، بذريعة تفادي وقوعها بيد فصائل المعارضة، التي تعمل على تشكيل النظام الجديد في سورية. وأفاد موقع والاه العبري، اليوم الأربعاء، بأنّ الحملة التي ينفذها جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة لتدمير الأسلحة التابعة للجيش السوري، هي أكبر عملية قصف نفّذها الجيش الإسرائيلي على الإطلاق لاستهداف قدرات عسكرية، مضيفاً أنها مناورة متعددة الأذرع.

وذكر الموقع أنّ الجيش السوري تمتّع على مر السنين، بقوة عسكرية كبيرة شكّلت تهديداً محتملاً على إسرائيل بدرجات متفاوتة. ومنذ عرض القوّة الذي قدّمه سلاح الجو الإسرائيلي في حرب لبنان الأولى عام 1982، حوّل الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، التركيز من سلاح الجو والمدرعات إلى سلاح الصواريخ وتطوير الأسلحة الكيميائية لتوفير الحلول للتفوّق الجوي الإسرائيلي.

وبحسب الموقع العبري، حتى قبل حوالي أسبوع، كان لدى السوريين مئات صواريخ الأرض مثل سكود وآلاف الصواريخ الثقيلة، والتي تظهر الصور أنه تم تدميرها الآن في غارات سلاح الجو الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، تم تدمير مركز البحوث العلمية في دمشق، والذي “شكّل غطاءً لنشاط تطوير وإنتاج الصواريخ والقذائف الصاروخية، وساعد في السنوات الأخيرة أيضاً حزب الله على تحسين دقة صواريخه”، بحسب المزاعم الإسرائيلية.

حتى الأسبوع الماضي كان لدى سلاح الجو السوري 30 طائرة ميغ 29، والتي أصبحت الآن كومة من الحديد

ووفق “والاه”، فإنه حتى الأسبوع الماضي، كان لدى سلاح الجو السوري 30 طائرة ميغ 29، والتي أصبحت الآن كومة من الحديد. وقبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، كانت لديه أيضاً حوالي 150 طائرة مقاتلة وهجومية من طراز ميغ 21، وميغ 23، وسوخوي 22، و18 طائرة هجومية متوسطة المدى من طراز سوخوي 24. وعلى الرغم من إهمالها خلال أيام الحرب، كان من المحتمل أن يكون نصفها على الأقل صالحا للاستخدام حتى الأيام الأخيرة. وكان لدى السوريين أيضاً حوالي 50 طائرة مي-17 لنقل القوات وحوالي 30 مروحية هجومية من طراز مي-24 وغازيل الفرنسية.

وشملت شبكة الدفاع الجوي السورية، وفقاً لذات الموقع، أكثر من 100 بطارية صواريخ SA-5 وS300 طويلة المدى، وصواريخ BUK-M1/2 وغيرها. وتمكّنت واحدة من بطاريات SA-5 من إسقاط طائرة إف-16 إسرائيلية في عام 2021. هذه البطاريات لم تعد موجودة، إلى جانب الرادارات، وأنظمة حرب إلكترونية، وقواعد استخبارات وغيرها.

في الوقت نفسه، نفذ سلاح البحرية الإسرائيلية عملية خاصة، ودمّر حوالي 15 زورق صواريخ وحوالي 20 سفينة دورية، وكاسحات ألغام، وسفن إنزال كانت بحوزة السوريين. وتابع “والاه” أنه ليس واضحاً إلى أي مدى شملت الهجمات تدمير ما تبقّى من المدرعات السورية بعد 13 عاماً من الثورة، في ما يمكن التقدير بحذر أنّ تدمير قدرات الجيش السوري الاستراتيجية وأسلحته، كلّف إسرائيل مئات الملايين من الشواكل (العملة الإسرائيلية) من ذخائر وساعات طيران للطائرات المقاتلة والمُسيّرات. واعتبر الموقع العبري، أنه حتى إذا أراد النظام السوري الجديد إعادة بناء قوة عسكرية مماثلة، فسيتطلب ذلك سنوات ومئات المليارات من الدولارات.

ووفقاً لتقديرات إسرائيلية، حتى إذا تقرّبت إيران من النظام الجديد في سورية ورغبت في تزويده بمعدات عسكرية من إنتاجها، فإنّ التكاليف ستكون باهظة لدولة تعاني اقتصادياً. وسيستغرق الأمر أكثر من عقد من الزمن لروسيا أو إيران لإعادة بناء الجيش السوري، حتى إذا تم توفير التمويل لذلك. كما تزعم تقديرات إسرائيلية أنه يمكن أن تكون كوريا الشمالية أيضاً مصدراً لتجديد جزء من الجيش السوري، خاصة للصواريخ ومشاريع البناء، ولكن فقط مقابل الدفع.

وتريد دولة الاحتلال الإسرائيلي من خلال استهداف القدرات العسكرية السورية، تحقيق عدة أهداف، منها أن تكون الدولة السورية الجديدة ضعيفة عسكرياً، وأن لا تشكّل تهديداً أمنياً عليها، بعد أن أمنت إسرائيل نظام الأسد، والذي تفادى الرد على الهجمات الإسرائيلية على مدار عقود. وتستغل دولة الاحتلال ظروف سورية وحاجتها لترتيب بيتها الداخلي أولاً، لضرب قدراتها العسكرية. كما تحاول إرساء معادلة تكون هي القوة الوحيدة في المنطقة، وتتمتع بحرية حركة في أجوائها، وتحقق تفوقاً جوياً. كما تستبق تشكّل النظام الجديد لإرسال رسائل إليه لتجنب السماح بتهريب الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، أو أن يكون في سورية موطئ قدم لإيران، ومقاصد أخرى. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن النظام الجديد كان يمكن أن يستخدم الأسلحة والقدرات العسكرية ضد إسرائيل لاحقاً. 

عن العربي الجديد

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *