الصواريخ ـ عودة على سجالات سابقة


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

ـ لا يُمكن تجزئة منظومة الاعتبارات التي يعتمدها واحدنا في حالات السلم وحالات الحرب ـ أنا شخصيًّا ضد قصف المدنيين واستهدافهم كانوا في غزة أو إسرائيل أو سيربينتشا أو إدلب أو عدن أو خليج سِرت. الحكم على الصواريخ من غزة كالحكم على صواريخ إسرائيلية تدكّ البيوت الغزّية فوق رأس سكانها ـ تجعل من الناس المدنيين رهائن ووقودًا للنار. المبدأ هو تجنيب الناس المدنيين الموت والكوارث.

ـ “اللعب بالصواريخ” يأتي حسب حماس وفصائل “تُقاوم” على طريقة حزب الله، في إطار تثبيت “ميزان الرعب”. والحقيقة نقيض ذلك. فهو “اللعب” الذي تفضّله إسرائيل الرسمية لأنه يخدمها في كل المستويات، في الداخل تجاه جمهورها وفي الخارج. الحكومات اليمينية تعيش على هذا اللعب وتنتعش.

ـ إذا كان الهدف إخافة الإسرائيليين في تل أبيب أو نتيفوت فقد خافوا فعلًا. وإذا كان الهدف تغيير المعادلة من أساسها فقد ترسّخت الآن أكثر. تغيير المعادلة كان ممكنًا لو أن قيادة حماس أعلنت كردّ على القمع والاعتداءات والترحيل في القدس أنها ذاهبة إلى مصالحة وطنية مع “السلطة” بدون شروط مسبقة ولا مقدّمات. خطوة أقلّ كلفة وأكثر فاعلية.

ـ في واقع الحال، تتقاسم مصر وقطر إدارة العلاقة بين إسرائيل وحماس نيابة عن الأولى. مصر على الصعيد الأمني وقطر على الصعيد المالي. إسرائيل معنية بتكريس واقع الجيتو في قطاع غزة والفصل بينه وبين المواقع الفلسطينية الأخرى ـ هدف استراتيجي بعيد المدى في صلبه منع نشوء إرادة جامعة فلسطينية وتجديد المشروع السياسي الوطني الواحد. وحماس والفصائل هناك ملتزمة تمامًا بقواعد هذه اللعبة وتطبقها بحذافيرها. حين تستقبل مبعوث قطر حامل الحقائب، وحين يُطلقون الصواريخ. في الحالتيْن لم يخرجوا عن قوانين اللعبة الاستراتيجية وإن بدا أنهم يغيرون قوانين اللعبة ميدانيًا.

ـ صار “اللعب بالصواريخ” ضربًا من الوهم الفلسطيني الجديد يتلهّى به البعض بدل صناعة الأمل الحقيقي عبر خطوات حقيقية في مستوى اليومي والقومي وقضيّة الشعب الفلسطيني. صارت الصواريخ أهمّ من الناس وحماس أهم من فلسطين وقضيّتها. إنها العدمية في السياسة وفي إدارة الصراع.

ـ أذكر أنني كنتُ في استقبال وفد من غزة حلّ على حيفا بعد سيطرة حماس على القِطاع. إحدى الشخصيات التمثيلية استغلّ المناسبة ليُسبغ المديح على “المقاومة” وصواريخها. ولما جاء دوري رأيت أن أعارضه وأقدم رؤية أخرى مشابهة في مضمونها لما ذكرته هنا. فانطلق الوفد بنسائه ورجاله يحكي رواية الناس التي تطابقت مع “روايتي”. أنا، وإن تكثّفت الصواريخ والإنشاءات وكلمات النصر الموهوم ـ أصرّ أن أرى الناس والمعنى وقضيتها.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

مؤلف: مرزوق الحلبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *