مطر متواصل في المانيا, وأنا يوميا أقطع ستة كيلومترات مشيا إلى المدرسة. لم أأتلف مع استخدام الشمسية طوال حياتي, لا كمظلة, ولا كمطرية, لكن درس أول أمس كان قاسيا, غرقت بماء المطر. فخضعت لاستخدام الشمسية. فاشتريت واحدة، واليوم حملتها بمعنويات عالية, ومضيت باكرا إلى المدرسة, أنظر الى الشمسية بيدي وهي مغلقة لا استخدام لها. فتعلقت بأمل هطول المطر لأفتحها متباهباً وبمعنويات عالية. لم تمطر, ولا بطريق العودة.
تذكرت جزمة الطفولة البلاستيكية أو الكاوتشوك, التي كان أبي يشتريها لي من باب الجابية. كنا نحبها لا لوقاية أقدامنا من برك المياه المتجمعة في الطرقات, إنما لنغوص بأقدامنا حتى الركبة, نفتش عن أعمق حفرة لنخوض بها. ويتأخر المطر, وربما كانت سنون القحط كثيرة.
وفي ليلة دهماء, وبوقت متأخر, هطلت السماء, فوضعت أقدامي بالجزمة الجديدة لأتحدى تجمعات المياه في أعمق الحفر، وتسللت خارج البيت، وهكذا فعل أطفال الحي. كنا نتبارى من جزمته لاينفذ منها الماء.
اليوم انتظر إن أمطرت, لأحمل الشمسية وأنزل من بيتي إلى الشارع وأفتح الشمسية متحديا شلالات الماء. ربما لأنني اقتنيت شمسية ستغلق السماء أبوابها ولن ترسل المطر. وحتى ان نزلت بعد أسبوع لهفتي المستعجلة تكون قد هبطت. وتبقى الشمسية ملفوفة معلقة على الحائط, وانا انظر اليها وأقول متى سأجربها؟
في النهاية، بعد كم يوم، تكرمت السماء، وبسخاء، فاستخدمتها، ولكنها قضت نحبها دفعة واحدة، حين هاجمتها الرياح، فلم تعد تقوى على الصمود.
اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك
حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل