الشاباك: عيون إسرائيل التي غفت عشية السابع من أكتوبر


الشاباك، أو جهاز الأمن العام الإسرائيلي، هو وكالة استخباراتية وأمنية تُعَدّ عيون الدولة في كل ما يتعلق بالأمن العام الداخلي والأمن الشخصي، ويُعتبر جزءاً أساسياً من بنية الأمن القومي الإسرائيلي. يُعرف رسمياً باسم “الوكالة الإسرائيلية للأمن” (Shin Bet)، وقد تأسس في عام 1948.
يعيش الشاباك، منذ السابع من أكتوبر، أسوأ مراحل عمله، إلى درجة أن رئيسه رونن بار مهدد بالعزل نتيجة للخلاف الحاد مع رئيس الحكومة حول عدة قضايا، منها ضرورة الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى في غزة مقابل وقف الحرب، وإقامة لجنة تحقيق رسمية حول الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر. وقد وصل الخلاف إلى حد أن رئيس الجهاز الأسبق، ناداب أرقمان، هدد بكشف كل المعلومات المتعلقة برئيس الحكومة نتنياهو إذا ما عمل ضد القانون وهدد مصير الدولة، مما استدعى تقديم رئيس الحكومة شكوى ضده بتهمة التهديد.
سبق ذلك أن اعترف رونن بار، رئيس الشاباك الحالي، أنه عشية الهجوم في السابع من أكتوبر، لم يكن لدى الشاباك أي عميل في غزة، إذ قامت المقاومة بتصفية العملاء بشكل ممنهج، مما أدى إلى سد الباب أمام اختراقها أمنياً. وعليه، أعلن بار في حينه عن تحمله المسؤولية الشخصية عن هذا الفشل، وعلل ذلك بعدة أسباب، منها: “الفشل على مدى سنوات طويلة في معرفة ما تخطط له حماس، بسبب عدم قدرتنا على تجنيد العملاء واختراقها أمنياً. كما كانت هنالك مبالغة قاتلة في تقدير قدرات الجدار وقوة الجيش والرقابة الإلكترونية. إضافة إلى أن سياسة الصمت والاحتواء الإسرائيلية سمحت لحماس باكتساب قوة هائلة في ظل انتهاكات قوى اليمين المستمرة للأقصى وسوء معاملة الأسرى الفلسطينيين، وذلك بقيادة بن غفير. ممارسات شكلت المحفز الأهم للهجوم.”
في ظل هذه العاصفة التي مرَّ ويمر بها الشاباك، ينقسم المجتمع الإسرائيلي عمودياً وأفقياً، كما تبين ذلك نتائج الاستطلاع الذي أجراه “معهد سياسات الشعب اليهودي”، حيث كشف أن 56% من المشاركين في الاستطلاع من اليهود كانت ثقتهم بقيادة الشاباك تتراوح بين منخفضة نوعاً ما ومنخفضة جداً، وأن 61% كانت ثقتهم في الجيش متدنية جداً. كما كشف الاستطلاع عن تراجع حاد في ثقة ناخبي اليمين الإسرائيلي بجهاز الأمن العام الشاباك، حيث أفاد التقرير بأن 85% منهم فقدوا ثقتهم في الجهاز الأمني الأهم في دولة إسرائيل.
خلاصة القول:
منذ السابع من أكتوبر وبسببه، يمر الشاباك، عيون إسرائيل الأمنية الأهم، في أزمة ثقة شعبية وقيادية سياسية كبيرة، يعمل نتنياهو على تعميقها من خلال التشكيك في عمل الجهاز وقياداته، كي يشرعن إقالة رئيسه، رونن بار، المصر على الاحتفاظ بمنصبه حتى ينتهي من قضية “قطر قيت”، التي يعتبرها الشاباك خطيرة للغاية، حيث تتعلق بقدرة قطر على اختراق مستشاري نتنياهو المقربين وتجنيدهم للعمل لصالحها. كما يصر رونن بار على اختيار رئيس للشاباك خلف له من نوابه الحاليين، كما جرت العادة، وهو ما لا تنويه حكومة نتنياهو، وفق تقدير رونن بار، الذي قاد الجهاز منذ عام 2021 خلفاً لمن هو اليوم في قلب العاصفة السياسية، ناداب أرقمان، بسبب مقابلته الجريئة مع القناة 12 الإسرائيلية.