السياسة والاستراتيجية


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

الازمة السياسية التي تهز إسرائيل منذ نحو أربع سنوات تجعل من الصعب بلورة استراتيجية وتطوير نظرة معمقة الى الحاضر والى خطط المستقبل. فالعاصفة الشديدة حول الاتفاق النووي مع إيران ترفع الى الذروة الضرر الذي احدثته السنوات الأربعة وفي مركزه الخلط العميق بين الخطاب السياسي وذاك الاستراتيجية.

يكاد لا يكون هناك حدث يحلل اليوم بشكل حيادي: ابتداء من المواجهة في غزة، عبر التوتر مع لبنان وحتى تطوير العلاقات مع دول المنطقة. كل هذا يعد نجاحا او فشلا لمحفل سياسي معين، ودليل على اهليته للقيادة

في ضوء الاقتراب من الاتفاق يقف الجمهور الإسرائيلي امام صورة غامضة، مليئة بالشعارات، تختلط فيها مصالح سياسية واعتبارات مهنية. النقاش في مسألة ما العمل في ضوء التحدي المركب يحل محله تبادل للاتهامات بين السياسيين – بل وأيضا بين المهنيين – الذين يتحدثون فيما بينهم عن الماضي.

خلافات الرأي في المحافل المهنية التي يفترض بها أن تبقى في الغرف المغلقة تنكشف امام ناظر الجميع والمواقف الموضوعية زعما تصنف على الفور وفقا لجدول تأييد نتنياهو أو المعارضة له. لكل هذا يرافق ميل لان نضع أنفسنا في مركز العالم وان نشرح سلوكه كنتيجة لأفعالنا: ابتداء من تعظيم وزننا في الخروج من الاتفاق النووي، وانتهاء بالتفسيرات على مدى الانصات الأمريكي لحجج إسرائيل.

بينما تعيش إسرائيل حالة من انعدام الاستقرار الداخلي غير المسبوق فإنها تعلق في أحد التحديات الاستراتيجية الأكثر حدة في السنوات الأخيرة. ما هو مطلوب من السياسيين – ولكن أيضا من المحافل المهنية – هو تقليص الخطاب العلني الذي يتسبب منذ الان بمشاكل عسيرة، وعلى رأسها خلق صورة سلبية من الداخل ومن الخارج في ضوء انعدام التنسيق الداخلي وعملية اتخاذ قرارات مشوشة، الى جانب توتر مع الولايات المتحدة. 

بالمقابل نوصي بالامتناع عن “هجمة تهدئة” مثل الحجة الغامضة حول حفظ التهديد العسكري حتى في ضوء الاتفاق والنجاح في التأثير على وتيرة ومضامين الاتفاق المتحقق. فالخطاب العلني أكثر مما ينبغي يستهدف ظاهرا ان يشهد على الشفافية وعلى اشراك الجمهور في النقاش الاستراتيجي، لكنه عمليا يؤدي الى نتيجة معاكسة.

في الوقت الحالي من الحيوي الحفاظ على المصلحة العليا المتمثلة باستقرار العلاقات مع الإدارة الامريكية، رغم سيرها نحو الاتفاق ورغم الفجوات العميقة بين الطرفين. فهذا ذخر وجودي له أهمية حتى عندما يوقع اتفاق مع إيران: ابتداء من الاستعداد لازمة محتملة في مسألة النووي؛ عبر استمرار الجهد المنسق ضد المحاولة الإيرانية لضعضعة المنطقة؛ وانتاء بمنح حرية عمل ضد المشروع النووي.

ان موضوع الاتفاق النووي سيقوم على أساس انه احدى المسائل الأساسية في خطاب الانتخابات. التعادل والتوجه الى حملة انتخابات أخرى معناه تشديد الضرر الاستراتيجي والصعوبة في بلورة سياسة مرتبة في ضوء التحديات التي تقف امامها إسرائيل وبخاصة التحدي الإيراني، لكن أيضا الفلسطيني. في 1967 – في ضوء إحساس التهديد الوجودي، ارتبط خصوم سياسيون معا في حكومة وحدة، وهو سيناريو لا يمكن حتى تخيله في الوقت الحالي. ومع ذلك، من غير المبالغ فيه ان نطالب السياسيين – الذين بأنفسهم يعرفون التحدي الحالي كوجودي – خطاب علني ومناكفات متبادلة اقل وتنسيق داخلي أكثر يتجاوز المعسكرات.

عن أطلس للدراسات والبحوث (ترجمة عن: يديعوت)

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: ميخائيل ميلشتاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *