الرد فورًا وبقوة: فرصة تاريخية لكسر المعادلة
احتاجت الحكومة الإسرائيلية لأكثر من 11 شهراً لكي تدرك أن الوقت قد حان لكسر القواعد مقابل حزب الله. هجوم جهاز البيجر أعطى الإشارة ، وهجوم أجهز ة الإتصال اللاسلكي فتح الشهية، ولمحت الغارات الجوية إلى أن الهجمات المركزة لم تكن إلا البداية – وسلسلة الاغتيالات، التي بلغت ذروتها يوم الجمعة الماضي باغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله (بتأخير استمر 30 عاماً) ، أثبتت لآيات الله في طهران أن إسرائيل – علينا أن نقول ذلك – “تتحدث عن الأعمال”.
يمثل الهجوم الصاروخي الإيراني الواسع النطاق، الذي أدخل تقريبا جميع سكان دولة إسرائيل إلى الملاجئ ( وهذه المرة ليس فقط لمدة عشر دقائق ) ، يمثل ليس أقل من فرصة تاريخية – فرصة للتوقف عن التصرف وفقا للمعادلات وببساطة يجب كسرها .
يجب على إسرائيل أن ترد فوراً وبقوة غير مسبوقة. في الحال. الآن. اليوم. يجب أن لا تنتظر. وستكون الشرعية الدولية إلى جانبنا – ففي نهاية المطاف، لن تتسامح أي دولة في العالم مع مثل هذا العمل الذي لا يقل بأي حال من الأحوال عن “إعلان حرب” – ويجب استخدامه بحكمة.
لم يعد الامر يحتاج إلى ضرب احد المكونات الرادارية حتى يفهم خامنئي الرسالة.
كما انه لم يعد الأمر يحتاج إلى مزيد من الضربات الرمزية . يجب أن يكون الرد “غير متناسب”، رد يضرب نظام آيات الله في المكان الأكثر إيلاما له : رد يمس استقراره . هناك ثلاثة أمور توفر الاستقرار للنظام ، وليس بالضرورة بهذا الترتيب : غطاء حماية محور الشر، وفرة الموارد الاقتصادية، والبرنامج النووي . ولذلك فإن الرد يجب أن يستهدف بالضبط هذه الأماكن:
أولاً، توجيه ضربة واسعة وغير مسبوقة لدول المحور الايراني (من الميليشيات في سوريا إلى الحوثيين في اليمن، ومن لبنان وحتى العراق) وإيران نفسها.
ثانياً، ضرب المصادر الاقتصادية للنظام، أي مصادر النفط والغاز. مثل هذه الضربة، إلى جانب الوضع المتداعي للاقتصاد الإيراني المنهار، ستتسبب في خروج الجماهير إلى الشوارع كما كان عليه الحال في الماضي. وهناك من يقولون بأن المظاهرات الجماهيرية الحاشدة تخيف آيات الله أكثر من طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
ثالثا – البرنامج النووي. إيران دولة على عتبة السلاح النووي. وهي أقرب من أي وقت مضى للوصول إلى تحقيق الاختراق. وقد اتيحت اليوم فرصة تاريخية لإلحاق ضرر كبير بالبرنامج النووي وإعادته سنوات إلى الوراء .
حتى الآن امتنعت إسرائيل عن القيام بعمليات متطرفة، خشية أن تثير ردود فعل واسعة من شأنها أن تعرض الجبهة الداخلية للخطر . لكن إيران قلبت الأوراق هذه الليلة بصورة فظة ومتطرفة تتيح المجال لإسرائيل لكسر المعادلات والأدوات .
لأول مرة بعد العام الاصعب في تاريخ دولة إسرائيل، يمكن رؤية الضوء في نهاية النفق . الضوء الذي سيسمح لسكان الشمال بالعودة إلى ديارهم، والذي قد يحسن الموقف للضغط على يحيى السنوار للتوصل إلى صفقة تعيد المخطوفين إلى بيوتهم .
ويجب على أعضاء مجلس الوزراء أن يضعوا السياسة جانبا وأن يستغلوا الفرصة التي أتيحت بحكمة ووحدة. حكمة تنصر العقل على الأنا، وتعيدنا إلى استخدام الملاجئ كمستودعات لسنوات طويلة قادمة .
ملاحظة :الكاتب هو نائب رئيس التحرير ورئيس قسم الأخبار في والا
المصدر: موقع والا العبري