الربيع العربي انتقل إلى إسرائيل

لماذا ليس قطر؟ لأن قطر عامل فوضى، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل أيضا في أوروبا والولايات المتحدة. وترى أن دورها هو نشر الفوضى في العالم، من أجل تعزيز حكم الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط وماوراءه.
عندما نرى الفوضى في إسرائيل، نتساءل عما إذا لم تكن استمراراً للربيع العربي الذي أوصل الإخوان المسلمين إلى السلطة في طرابلس في ليبيا، والرئيس محمد مرسي في مصر، ومحمد الجولاني في سوريا.
قطر تحتاج إلى إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش كمحرك للفوضى في العالم العربي وأوروبا، ولنشر معاداة السامية في الولايات المتحدة. وباعتبارها قوة تروج للإخوان المسلمين في منطقتنا وفي العالم، فإنها تعرف كيف تقدر إمكانات الفوضى الكامنة في “الإخوان اليهود” في إسرائيل. ومن أجل تعزيز الفوضى الإقليمية والعالمية، فإنها تحتاج إلى حماس في غزة وبن غفير في الحرم القدسي – وهذا بالضبط ما نرى حدوثه أمام أعيننا. هل هي مجرد علاقة ظرفية أم أبعد من ذلك؟ لانعرف .
كانت قناة الجزيرة إحدى أدوات قطر الرئيسية لنشر الفوضى في الدول العربية، وهذه هي وظيفتها إثارة مواطني الدول العربية ضد حكوماتهم. محطة الجزيرة تحتاج إلى العنف اليهودي الفلسطيني كوسيلة أساسية لإثارة الفتنة، ومن المؤكد أنها تساعد في محاولات السيطرة على المسجد الأقصى .
قطر كعامل فوضى هو بالضبط ما يحتاجه بنيامين نتنياهو، لأنه هو أيضا عامل فوضى.
وهذا يمكن أن يفسر سبب عدم مشاركة السعودية في محادثات الدوحة حول صفقات المخطوفين المختلفة، ولماذا قاطع محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، قمة “اليوم التالي” في القاهرة. لأن دور المملكة العربية السعودية هو عكس دور قطر – فهي تريد تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
في الماضي، كانت المملكة العربية السعودية أيضاً عاملاً للفوضى، ولكن عندما انقلب تنظيم القاعدة ضدها، وبدأ يهدد الشرعية الوهابية في المملكة العربية السعودية نفسها، غيّر بن سلمان اتجاهه، ووضع المملكة العربية السعودية كقوة مناهضة للفوضى وكعامل استقرار في كل مكان يطلب فيه منه القيام بذلك. على سبيل المثال، الآن في لبنان، حيث بدأت المملكة العربية السعودية في استبدال التمويل الفوضوي لقطر بالتمويل السعودي الموجه لاستقرار الدولة .
وبعيداً عن المنافسة ـ الفوضى مقابل الاستقرار في الشرق الأوسط ـ فإن المملكة العربية السعودية تواجه مشكلة داخلية خطيرة مع قطر.
مشكلة المملكة العربية السعودية هي العائلة الملكية ، التي تتكون من فرعين مختلفين. الفرع السديري ومنه ملوك السعودية، والفرع غير السديري وأغلبه قبيلة بسيطة من سائر الأمراء الآخرين، الذين لايخرج منهم أولياء عهد .
بني هذا النظام في أيام الاب المؤسس الملك عبد العزيز بن آل سعود، الذي من أجل الحفاظ على ولاء القبائل غير السديرية، زوج الأمراء لبنات بسيطات ، وبذلك خلق هيكل الأمراء البسطاء غير الجديرين بالملكية مقابل الأمراء السديريين الذين يأتي منهم ملوك السعودية.
المشكلة هي أن أمير قطر تميم يمثل قبيلة تميم المنتشرة في الشرق الأوسط بأكمله، وفي يده سلاح يوم القيامة الذي يستطيع تفجير السعودية من الداخل.
وقد بدأ أمير قطر تميم بالفعل في إثارة النزاعات في داخل العائلة المالكة في خضم الربيع العربي، وبعد أن هزت قناة الجزيرة مصر من أساسها، خططت مصر والسعودية لاحتلال قطر والإطاحة بالأمير.
إن خطط الولايات المتحدة لإقامة محور الدول السنية مع إسرائيل، وهو المحور الذي سيربط الهند مرورا بالخليج والأردن بإسرائيل، قد تجدد مؤمرات قطر ضد المملكة العربية السعودية . لماذا ؟ لأن المحور الإقليمي للولايات المتحدة يريد إنشاء طريق يلتف على قطر. لكن قطر، من جانبها، تريد ربط ثرواتها من الغاز -التي تتقاسمها مع إيران- ليس مع إسرائيل فقط وإنما مع تركيا أيضا .
وقد تمكنت قطر بالفعل من ربط سوريا الجولاني بخط الطاقة القطري التركي، وهي الآن بحاجة إلى تجنيد السعودية (والأردن)، وهذا يعني: تجددت المصلحة القطرية لزعزعة استقرار السعودية (ومن بعد ذلك الاستقرار الأردني).
عندما خططت المملكة العربية السعودية ومصر لاحتلال قطر خلال الربيع العربي، كانت المفاجأة أن إسرائيل هي التي أقنعت الولايات المتحدة بالضغط على المملكة العربية السعودية ومصر للتخلي عن خططهما لاحتلال قطر. ومنذ تلك اللحظة، استوعبت مصر أن الاتصال الإسرائيلي القطري يهدف إلى إسقاط النظام المصري وخلق الفوضى في مصر.
إذا كانت هناك شكوك في مصر حول نوايا إسرائيل، فيبدو لي أنه في اللحظة التي هبت فيها إسرائيل لإنقاذ قطر، زالت الشكوك، وتم تصنيف إسرائيل كعدو محتمل.
ولكن من كان يستطيع أن يقدر حينها ما يحدث الآن ؟ في حين أن مصر مستقرة فإن إسرائيل تتمزق بالفوضى . الربيع العربي انتقل إلى إسرائيل.
المصدر:موقع زمان يسرائيل العبري