الخسائر الكُبرى

كل شيء في ثقافتنا يُقرأ بثنائية
في طرف منها نشوة النصر والأهازيج والمهرجانات كما الآن، وفي طرفها الآخر الشعور بالهزيمة حتى الحضيض وصرخات استغاثة وتحسّر كما أمس.
في طرف منها رومانسية وحنين وشعور بالفخر والعزّة كما الآن وفي طرفها الآخر يأس وإحباط وشتائم للعرب والذات والشعب والقيادة حتى عنان السماء، كما أمس.
في طرف منها أبطال و”شهداء” ونشامى ومُحدثو المعجزات كما اليوم وفي طرفها الآخر متعاونون وعملاء وخائنون ومارقون ـ إلى آخر النعوت ـ كما أمس واليوم.
ثقافة كهذه انفعالية ومتأرجحة إلى هذه الحدود، عاجزة بامتياز عن اعمال العقل وافعاله ولا تُنتج سوى ازدواجية وأخلاقيات مثقوبة وأحكاما خاطئة في كل شيء، في نظرتها إلى ذاتها وفي نظرتها إلى العالم.
لا شيء في نصابه الصحيح ولا النسبي. وهذا أكثر من غيره أساس خسائرها الكُبرى.