الجيش الإسرائيلي ينفذ خطة غيورا أيلند
لسوء الحظ، يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ خطة غيورا ايلند المعروفة باسم خطة الجنرالات ، حيث يتم طرد السكان الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين، من منازلهم في شمال قطاع غزة وينتقلون إلى جنوب القطاع يلتحفون السماء وفي موازاة ذلك يتم تدمير الابنية والبني التحتية في جباليا وشمالها بحيث لايبقى للسكان منزل يعودون إليه.
وحتى في المناطق الأخرى الواقعة شمال قطاع غزة، حيث انتهت العملية العسكرية الجراحية كما يتم وصفها ، لا يُسمح للسكان بالعودة إلى المناطق التي تم إجلاؤهم منها . صحيح أن الهيئة السياسية والهيئة العسكرية رفضوا خطة الجنرالات التي لاقت انتقادات دولية شديدة، لكن على أرض الواقع نجد أن الجيش الإسرائيلي ينفذ هذه الخطة مع إضافات تهدف إلى إقامة مستوطنات في الأماكن التي تم إجلاء السكان الفلسطينيين منها .
اقترح الجنرالات نيتسريم مكانا لترحيل السكان الفلسطينيين إليه ولكنهم وسط الفوضى الناجمة عن ذلك يتجهون إلى المنطقة الواقعة جنوب جباليا. ويترافق ترحيل السكان بتدمير واسع النطاق للمنازل والبني التحتية، وحتى هدم المنازل التي لا علاقة لها بالقتال . ومن المؤسف أن الجيش الإسرائيلي لم يدرك أنه ليس كل منزل يدمره هو حصن قتالي للعدو الذي يجب أن نقاتل ضده.
إنني أربط بين هدم البنية التحتية للمياه والكهرباء، وهدم منازل الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، وبين صورة مخيم الخيام بالقرب من سديروت وكيبوتس نير عام، المعروف باسم ” ايلي غزة”. ويقيم في هذا المخيم نشطاء يمينيين يريدون تجديد المشروع الاستيطاني في قطاع غزة.
ما كان يُنظر إليه في بداية الحرب على أنه فكرة وهمية لدى مجموعة متطرفة، أرادت إضافة الاستيطان كأحد أهداف الحرب، أصبح في الأشهر الأخيرة هدفا لا يتم الحديث عنه بل هو في الواقع يجري تنفيذه . أصبح مخيم “إيلي غزة” مركز يحج إليه وزراء والكثير من أعضاء الكنيست والحاخامات وألاف من ناشطي اليمين .
والحقيقة المؤسفة هي أن المقيمين في مخيم “إيلي غزة” يقتربون جداً من تحقيق رؤيتهم الاستيطانية في قطاع غزة ، وهي رؤية ستضع حياتنا في مستنقع واقع الحياة الدموي الذي سيكلفنا ثمناً باهظاً في حرب لن تنتهي أبدًا . ومؤسفة الصورة التي يطبق فيها الجيش الإسرائيلي خطط تشير إلى أنه يتجه نحو استمرار بقائه في قطاع غزة، مثل بناء الطرق التي تسمح بالحركة الآمنة والسهلة.
إنني أخشى على مستقبل دولة إسرائيل إذا تحققت خطة ترحيل الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، وأقيمت مستوطنات في المناطق التي جردت من سكانها . إن هذه خطة سوف تستنزف دماء دولة إسرائيل. إنني أخشى على مصير كل الخير والجميل الذي تم بناؤه هنا خلال الستة والسبعين عامًا من قيام دولة إسرائيل .
المصدر: معاريف