الجالية الفلسطينية في نيوجرسي تهزم محاولة اعتماد تعريف اللاسامية المتطرف في مدينة كليفتون


حققت الجالية الفلسطينية والعربية انتصارا جديدا في مدينة كليفتون بولاية نيوجرسي الأمريكية ليلة أمس عندما استطاعت أن تهزم مشروع قرار طرح أمام مجلس البلدية لاعتماد تعريف معاداة السامية الذي أقره “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست” والمعروف بحروفه الأولى ((IHRA والذي أصبح تسويقه واعتماده على المستوى الرسمي في الولايات المتحدة وأوروبا هدفا مركزيا لكل أنصار الكيان الصهيوني. والتعريف خطير جدا لأنه لا يوسع مفهوم معاداة السامية فحسب، بل يعتبر الانتصار لقضية فلسطين ودعم النضال الفلسطيني وحق تقرير المصير للفلسطينيين أشكالا من معاداة السامية.
تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست” لمعاداة السامية خطير جداً لأنه لا يوسع مفهوم معاداة السامية فحسب، بل يعتبر الانتصار لقضية فلسطين ودعم النضال الفلسطيني وحق تقرير المصير للفلسطينيين أشكالا من معاداة السامية
وقد قدمت عضوة المجلس البلدي، ماري سادركولا، مشروع القرار الذي يدعو إلى اعتماد هذا التعريف الذي يكاد يضيق حرية التعبير لدرجة أن انتقاد الكيان وممارساته والاعتراض على الاستيطان يعرض الشخص لجريمة معاداة السامية.
وكانت بلدية كليفتون قد أقرت مساء الثامن عشر من شهر تموز/يوليو الحالي موعدا لمناقشة المشروع والتصويت عليه لإقراره أو رفضه. فقام مركز الجالية الفلسطينية بدعوة كل أبناء الجالية للتجمهر في قاعة البلدية وخارجها عشية التصويت على مشروع القرار. وأعدوا خطة محكمة للتأثير على التصويت بحيث تكلموا مع جميع أعضاء المجلس السبعة، كما دعوا الناس في صلاة الجمعة للحضور مساء الثلاثاء إلى مجلس بلدية مدينة كليفتون. وقد توافد بالفعل المئات لدرجة أن قاعة البلدية التي تتسع لثلاثمائة شخص قد ملئت بسرعة فاضطرت سلطات البلدية إلى إغلاق القاعة، ما أجبر المئات للانتظار خارج مبنى البلدية في درجة حرارة عالية.
وقد ألقت السيدة رانية مصطفى، المديرة التنفيذية للمركز الفلسطيني، كلمة أمام مجلس البلدية قبل التصويت على مشروع القرار جاء فيها: “إن سبب وجودنا هنا اليوم، أنا والجالية هذه، لأطلب منكم التصويت بـ “لا” لاعتماد تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) في كليفتون. نحن كجالية فلسطينية تعود بأصولها إلى شعب مضطهد ، فإننا بالطبع نقف ضد جميع أشكال التعصب والتمييز، بما في ذلك وعلى وجه الخصوص معاداة السامية. نداؤنا اليوم وطوال الأسبوعين الماضيين لم يكن حول معاداة السامية. الأمر يتعلق بتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) الذي لا يحمي حقًا حتى ولا معاداة السامية وبدلاً من ذلك، فإنه يخنق مناصرة الفلسطينيين وتمكينهم وحرية التعبير عن قضيتهم وذلك عن طريق الخلط بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية”.
وأضافت مصطفى: “نحن كفلسطينيين أو أولئك الذين يدافعون عن فلسطين، من المستحيل الدفاع عن فلسطين دون تسمية الصهيونية وانتقادها. في غضون أسبوع ، تمكنا من تجميع عريضة حصلت حتى هذا الصباح على ما يقرب من 1200 توقيع لإعلام مجلس مدينة كليفتون بأننا نعارض اعتمادكم لتعريف IHRA في مدينتنا كليفتون”.

وقالت رانية إن هذا القرار يهدد وجود مركز جاليتنا في كليفتون. فإذا تم تمرير هذا القرار ، فسوف يعرض الكثير من أعضاء وأنصار مركز الجالية الفلسطينية الأمريكية (PACC) وعملهم ونشاطهم الثقافي والتعليمي للخطر. لا يمكننا أن نتعلم عن النضال الفلسطيني أو من أجل العدالة الاجتماعية والإنسانية دون استدعاء إسرائيل والصهيونية التي ستُعتبر معادية للسامية بناءً على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست. كجالية نحن نقف بحزم ضد أي شكل من أشكال معاداة السامية.
رانيا مصطفى: من المستحيل الدفاع عن فلسطين دون تسمية الصهيونية وانتقادها
وأضافت” لقد كان PACC وسيظل دائمًا مركزًا لتمكين المجتمع والمشاركة المدنية والبرمجة التعليمية والترفيهية ومساحة آمنة بشكل عام لأفراد المجتمع من جميع الأعمار. تأسس PACC في عام 2014 وكانت آخر 9 سنوات ونصف من وجودنا دليلاً على حقيقة أننا أصبحنا جزءًا لا يتجزأ من مدينة كليفتون، ونفخر بوجودنا هنا. تعلمون جميعًا أن رسالتنا في المركز: تعزيز الوحدة والمجتمع. نحث مجلس المدينة على محاربة التعصب الأعمى بجميع أشكاله، ولكن ليس على حساب مجتمع آخر – وبالتأكيد ليس على حساب مجتمعنا الفلسطيني المتنامي. “في غضون أيام قليلة ، تمكنا من جعل هذا الحشد الكبير وراءنا للدفاع عن أنفسهم وحقوقهم. سيكون أمرًا مفجعًا وعارًا ليس فقط لمجتمعنا، ولكن لكل كليفتون وحتى نيوجرسي إذا أسفرت محاولة الحماية من معاداة السامية عن طريق إسكات وهزيمة مجتمع آخر. نريد العمل لهزيمة كل أشكال التعصب الأعمى ونتطلع إلى العمل يدا بيد معكم جميعا لتحقيق ذلك. نحن على ثقة من أن مجلس مدينة كليفتون سيتخذ القرار الصحيح لجميع المجتمعات في كليفتون ويساعد في الخروج من هذا أقوى وأفضل من ذي قبل”.
وبعد هذه الكلمات وأمام الحشد الكبير من أبناء الجالية داخل مبنى البلدية وخارجها، صوت مجلس مدينة كليفتون على إلغاء القرار من جدول الأعمال حيث صوت جميع أعضاء المجلس السبعة لإلغاء مشروع القرار وسحبه بمن فيهم السيدة ماري سادراكولا، التي تقدمت بالمشروع. وتحدث أعضاء الجالية الفلسطينية للتعبير عن امتنانهم لشطب القرار من على الطاولة ، مؤكدين أننا بالطبع ضد معاداة السامية.
مركز الجالية الفلسطينية في كليفتون: تعريف التحالف لمعاداة السامية يساوي بشكل خاطئ بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، ويعمل بشكل أساسي على فرض الرقابة على الفلسطينيين
وكان مركز الجالية الموجود في مدينة كليفتون قد أعرب في بيان مسبق عن مخاوف الجالية الفلسطينية ونشطاء حقوق الإنسان ومؤيديهم من العرب والأمريكيين أن يتبنى مجلس المدينية تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية. وجاء في البيان أن تعريف التحالف لمعاداة السامية يساوي بشكل خاطئ بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، ويعمل بشكل أساسي على فرض الرقابة على الفلسطينيين أو أولئك الذين ينتقدون إسرائيل وذلك من خلال الربط المباشر بين الانتقادات الموجهة لإسرائيل ومعاداة السامية. ويسعى تعريف التحالف إلى إسكات المدافعين عن حقوق الإنسان والعدالة الفلسطينية ضد الفصل العنصري الإسرائيلي. وتشير الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين إلى أنه “من الناحية المؤسسية ، يتم استخدام تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية لفرض رقابة وقمع النشاط الفلسطيني وجهود تنظيم الجالية. ويعمل تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست إلى عزل وإدانة الفلسطينيين، وخاصة الطلاب ومهاجمتهم ، وتدمير حياتهم المهنية ، وفرصهم التعليمية ، وتدمير سمعتهم.
وقد وقع أكثر من 1200 شخص، معظمهم من سكان كليفتون، على عريضة لمطالبة مجلس المدينة برفض هذا التعريف الخاطئ. حضر ما يقرب من 700 من أعضاء المجتمع إلى اجتماع مجلس المدينة ليلة الثلاثاء لإظهار معارضتهم لهذا التعريف. وأوضح أولئك الذين تحدثوا كيف أن التعريف خاطئ من الناحية الواقعية وآثاره الضارة على حق المجتمع الفلسطيني في التنظيم والدفاع عن نفسه.

وقد ذكر عبد الباري مقبل محمود، وهو طالب بجامعة رتغرز، أن الرقابة على الحقيقة، حقيقتنا نحن كفلسطينيين، عملية حاسمة في استمرار عملية التطهير العرقي لفلسطين. “أن تكون في موقع قوة يجب أن يعني أكثر من مجرد اتباع توجهات ناخبيك. يجب أن تعني الوقوف إلى ما هو صواب وما هو عادل. لتكوين سابقة مفادها أن هذه مدينة لن تخضع لضغوط أقلية خسيسة، لكنها تقف مع أغلبية ثابتة لا تتزعزع”.

وشكر السيد ذياب مصطفى، رئيس مركز الجالية الفلسطيني، الجماهير الغفيرة التي توافدت على مركز البلدية للتأثير على المجلس وسحب مشروع القرار بالإجماع. كما شكر نيابة عن الجالية بأكملها ومركز الجالية الفلسطينية مجلس مدينة كليفتون “لتقبله مخاوفنا وإلغاء القرار بالإجماع من جدول أعمالهم.
عن القدس العربي