“الثقافة المُضادة”.. نكبتنا المعنويّة
بين النكبة وبين الراهن تكمن لنا جماعات “الثقافة المُضادة”. على نسق الثورة المضادة التي واجهت ثورات الربيع العربيّ في الإقليم منذ نحو عقد.
“الثقافة المُضادة” ـ هي تلك التي تتغذّى من فتات السُلطة الإسرائيليّة ومن مراكز قوى رجعية متواطئة مع الاستعمار الجديد،
“الثقافة المُضادة” ـ هي الباحثة عن “طمأنينة” في حضن القاهرين، عن “راحة” العبد في منزل السيّد أو حقله،
“الثقافة المُضادة” ـ هي تلك القوى التي تنقضّ على المجتمع وحركة نهوضه ومحاولاته تربية الأمل وفتح الأفق باسم الدين مرّة وباسم “أخلاق شعبنا”، و”طبيعته المحافظة”!
“الثقافة المضادة” ـ هي هذه الظلامية في قتل الحرّيات الشخصية والعامة وصدّ كل مبادرات الإبداع والخلق والفنون والخيال والفرح والغناء،
“الثقافة المُضادة” ـ هي تلك المتجسّدة في رئيس سلطة محلّية فاسد وتافه وجبان أمام الخواجات لكنه منتقم ومتسلّط ومتجبّر على مواطني بلده، يُهدر المال العام على القشور والخزعبلات.
“الثقافة المُضادة” ـ هي هذه الحركة وهذا الفكر وهذه الأطر التي يُمكن أن تتواطأ مع السلطة الغاصبة ومع الجريمة المنظّمة ومع كل أشكال الفساد ضد العقل المفكّر والمفكرين وضد الحياة السويّة،
“الثقافة المُضادة” ـ تتسلّح بالدين وبالأعراف وبالأنبياء وبالمدوّنة حتى تقبض على روح الجماعة وتهلكها،
“الثقافة المُضادة” ـ هي هؤلاء الناس بيننا الذين يمسحون لمُحدثي النكبة كلّ ذنوبهم ويصدّقون على روايتهم وينكّلون بجثث الضحايا ويصلّون!
“الثقافة المُضادة” نكبتنا المعنويّة
قد يأتي أصحاب “الثقافة المُضادة” من حقول الدين والسياسة والمجتمع والعائلة والقبيلة والإعلام والتعليم والثقافة عموماً ـ من أي حقلٍ، ويتركون فيه الخراب.