التطبيع والتجربة الفلسطينية

يردد اعلام الاحتلال أن التطبيع وعلاقات (السلام)والتي لا تفهمه دولة الاحتلال سوى سيطرة وهيمنة ليس الا بينها وبين أي من البلدان العربية سيجلب الازدهار والتقدم الاقتصادي بالرجوع الى مقولة شمعون بيريس حول الشرق الأوسط الجديد والذي يأتي بتمازج الأموال العربية والتكنولوجيا الاسرائيلية والأيدي العاملة العربية.

وعند توقيع اتفاق أوسلو اقتنع بعض القادة الفلسطينيين بنظرية الازدهار وأصبحوا يردوا مقولات حول إمكانية تحويل الأراضي الفلسطينية الى سنغافورة جديدة بالمنطقة وبأن فرص العمل ومحاربة الفقر والنمو الاقتصادي سيكون سيد المشهد.

انتهت المرحلة الانتقالية في عام 1999 أي بعد تأسيس السلطة الوطنية بخمسة سنوات حسب مواصفات اتفاق أوسلو.

الذي حدث بعد ذلك أن دولة الاحتلال اجتاحت الضفة الغربية وحاصرت الشهيد القائد ياسر عرفات وقتلته وبنت جدار الفصل العنصري واستثمرت الخلافات بين فتح وحماس عام 2007 وعملت على تعزيز الانقسام بين الضفة والقطاع.

وإذا أردنا مقارنة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية قبل توقيع اتفاق أوسلو الى الآن لنجد انها كانت أفضل بالسابق بالرغم من أموال المانحين والمقاصة لان عدم التحكم بالأموال والموارد والثروات لا يساهم بتحقيق التنمية.

وعلية فمن الهام أن يستفيد العرب من التجربة الفلسطينية وان لا ينطلي عليهم وهم الازدهار.

إسرائيل دولة اطماع توسعية فهي ستحاول استغلال الموارد والأموال العربية لصالحها دون تقديم شيء كما فعلت مع السلطة الفلسطينية تماما.

من هنا فيجب الانتباه من ما تروجه إسرائيل من اوهام بما انها تطمح لتصبح القوة النافذة بالمنطقة علي حساب الآخرين وضمن معزوفة السلام مقابل السلام وليس الأرض مقابل السلام.

وإذا كانت دولة الاحتلال تروج ذاتها بأنها الأقوى والاقدر على حماية (حلفائها) فإن القوة الوحيدة والحقيقية القادر على حماية كل الحالة العربية تكمن ببناء مشروع تحرري ديمقراطي ونهضوي عربي بدلا من المشاريع الإقليمية العديدة بالمنطقة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *