“التسلسل الهرمي الاستعماري” colonial hierarchy في فلسطين بين النهر والبحر

في العديد من كتبي حول مفهوم “الترحيل” “transfer” في الفكر السياسي الصهيوني، أوضحت أن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين تضمن استراتيجية صهيونية مركزية “للقضاء “على واجتثاث وطرد غالبية الفلسطينيين عام 1948.

لكن كانت هناك استراتيجيات أخرى اتبعتها الصهيونية بعد عام 1948، بما في ذلك التجزئة، ومعاملة الفلسطينيين “كأقليات دينية”، واحتواء القيادات الفلسطينية ورؤساء الحمولات ووجود بعض العرب في الكنيست وتجنيد الدروز وبعض أفراد القبائل البدوية في الجيش، وما إلى ذلك.

ومع ذلك، فإن إحدى السمات المميزة للاستعمار الصهيوني في فلسطين هي بناء “القوة الاستعمارية الهرمية” -حيث يتصدر اليهود الأشكناز الصهاينة هذه الهرمية ويكون الفلسطينيون في أسفل هذا التسلسل الهرمي.

تم تعزيز هذا “التسلسل الهرمي الاستعماري” من خلال اتفاقيات أوسلو منذ عام 1993 ويمكن رؤية هذا “التسلسل الهرمي” الآن على كل مستويات السلطة في جميع أنحاء فلسطين التاريخية.

من التاريخ الطويل للاستعمار، نعلم أن “التسلسل الهرمي الاستعماري” حظي ببعض الدعم من “زعماء الشعوب الأصلية” في آسيا وأفريقيا.

حقيقة أن بعض الفلسطينيين داخل الخط الأخضر يمكن أن يصبحوا “أساتذة” في الجامعات الإسرائيلية أو “أعضاء” في الكنيست الإسرائيلي وبعض الدروز يمكن أن يصبحوا ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي لا تقوض هذا “التسلسل الهرمي الاستعماري” – على العكس ، فهذا يساعد على توفير غطاء لهذا “التسلسل الهرمي الاستعماري” لسبب واحد بسيط:- الغالبية العظمى من الفلسطينيين عبر الخط الأخضر ستظل دائماً في أسفل هذا التسلسل الهرمي – إذا استمر هذا الوضع الاستعماري.

وفي الواقع، يُعامل بعض الفلسطينيين في ظل هذا “التسلسل الهرمي الاستعماري” على أنهم شخصيات مهمة VIP.

غالباً ما يجادل مؤيدو “حل الدولة الواحدة” أو “حل الدولتين” بأن أياً من الحلين غير قابل للتطبيق.

هناك طريقة أخرى للجدل: ما الحل الذي من المرجح أن يتحدى “الهرم الاستعماري الصهيوني” في فلسطين التاريخية؟

وأي من الحلول المعروضة هو أكثر احتمالا للحفاظ على وتعزيزه “الهرم الاستعماري الصهيوني” في فلسطين التاريخية والهيمنة الصهيونية على فلسطين التاريخية؟

(من نص أطول لـ د نور مصالحة)

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *