حوار مع البطريرك ميشيل صباح
البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس اللاتين من 1988-2008. فلسطيني مسيحي من مواليد الناصرة عام 1933. رُسّم كاهنا في الناصرة عام 1955. وكان رئيسا لجامعة بيت لحم منذ 1980 حتى 1987. عام 1987عينه البابا يوحنا بولس الثاني بطريركا للقدس للكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، ليكون أول عربي يشغل هذا المنصب في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية منذ 500 عام. بالإضافة إلى الدراسات في الفلسفة واللاهوت الضرورية لتنشئة الكهنة، حصل على الدكتوراه في فقه اللغة العربية من جامعة السوربون. عام 2008 صادق البابا بنديكتس السادس عشر على استقالة البطريرك صباح من مهامه بعد بلوغه سن التقاعد القانوني 75.
للبطريرك محطات فارقة في مقارعة الظلم والاستبداد من أجل إحلال السلام في بلاد أمير السلام ولا يزال ينشط في العديد من المبادرات لنشر رسالته الإنسانية والروحية في فلسطين والعالم.
«القضية الأساسية هي أننا علينا أن نستعيد حريتنا وأرضنا. بعد ذلك، نتفرغ للنزاعات الداخلية. أما الآن فالنزاعات الداخلية تقضي علينا، أو تساعد العدو للاستمرار في ظلمه».
وهنا نص الحوار:
*غبطة البطريرك، كنت أول فلسطيني يختاره البابا يوحنا بولس الثاني عام 1987 ليرأس بطريريكية القدس أي بطريرك الكنيسة الكاثوليكية في فلسطين والأردن وإسرائيل. هل كان هذا التعيين مفاجأة لكم وهل كان هذا الاختيار رسالة للمسيحيين العرب في الأراضي المقدسة مفادها أن بابا الفاتيكان يفكر فيهم ويهمه أمرهم ولن يتخلى عنهم؟
**الاختيار فاجأني، نعم، لأنني لم أكن مستعدا لهذه المهمة ولم أفكر فيها. أما أن يكون هذا الاختيار رسالة للمسيحيين العرب في الأراضي المقدسة، فأنا أظن ذلك. لأن البابا يوحنا بولس الثاني كان يتابع هموم الشعوب، وكانت تهمه المأساة التي تحصل في الأرض المقدسة، فأراد في هذه المناسبة أن يوجه رسالة أمل لجميع المسيحيين ولجميع السكان فيها
*كيف تقيم تجربتك الفريدة خاصة وأن الأوضاع التي تعيشها المنطقة ليست سهلة؟ كيف استطعت أن تجدف بسلام في منطقة تعيش حالة اضطراب دائم؟
**تجربتي تجربة دينية أساسا ورسالة إيمان. تجربتي هي رسالة رجل دين مسيحي ينادي بالمحبة أساسا لحياة الناس في مجتمع سليم. فهي رسالة للمجتمع المسيحي الذي أحمل فيه رسالتي ولكل المجتمع العربي عامة، وخاصة في فلسطين وإسرائيل والأردن، وهي البلدان التي دعيت أن أحمل رسالتي فيها. رسالتي تأكيد أن المحبة بين الناس ممكنة ولو كانوا في حالة حرب. المحبة هنا ليست مشاعر، بل رؤية كرامة الإنسان في كل إنسان، الكرامة التي منحها الله لكل إنسان، ثم هي محاولة لتحويل العلاقة بين الناس من علاقة حرب وموت، إلى علاقة سلام وحياة. على هذا الأساس كان كلامي ومواقفي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، طبعا لا يرضي الجميع، ولكني أقول كلمة حق، إذ أريد تثبيت كرامة الإنسان لكل جانب في الصراع. وأولا، للجانب المظلوم أي الفلسطيني والذي حُرِمَ حريته وأرضه. فالوضع بالنسبة لي واضح وصريح: المعتدي والمخطئ هو الذي يحرم غيره كرامته وحريته. ورسالة رجل دين يحمل رسالة إيمان ومحبة تقوم بالقول للمعتدي: أنت على خطأ إذ تحرم غيرك إنسانيته التي منحه إياها الله. وللمعتدى عليه أقول: أنت إنسان منحك الله كرامتك وحريتك، ومن واجبك وحقك أن تحافظ عليها، فإن سلبك إياها أحد أيا كان، يجب أن تقاوم لتستعيدها.
*تقوم رسالتك أساسا على المحبة والتسامح والأخوة الإنسانية. كيف لهذه الرسائل أن تجد لها البيئة المناسبة والحاضنة الاجتماعية في ظل النزاعات التي تشهدها المنطقة؟ كيف لصوت العقل والقلب أن يجذب إليه المتصارعين؟
**المستغرب في الواقع أن الأسرة البشرية توصلت من جهة إلى تأسيس المنظمات الدولية التي تستلهم قيم المحبة والتسامح، وهناك مؤسسات لحقوق الإنسان وما أشبه، ومن جهة أخرى هناك اعتداء كثير على حقوق الإنسان ومن القوى العالمية نفسها التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان. الدليل على ذلك ما يجري في كل منطقة الشرق الأوسط، وفي فلسطين خاصة: نعم، الكثير من الحروب في بلداننا تنبثق من شر أهلها، ولكن السياسات العالمية لها أثرها في الدمار الذي أصابها. وفي فلسطين الأمر واضح: ظلم الشعب الفلسطيني تعترف به الأسرة الدولية نظريا، بقراراتها، ولكنها عمليا، لا تحرك ساكنا لإزالته.
من جانب آخر، تاريخ الشعوب هو تاريخ حروب ومحبة في الوقت نفسه. نعم، العنف يغلب، والقوة العسكرية تغلب، ولكن المحبة ورؤية كرامة الإنسان لها أيضا مكانا في قلوب البشر، حتى الحاكمين والمدمرين منهم.
فالبشرية ليس ميئوسا منها، إذا تكلمنا عن المحبة. نعم، واقعنا يقول إن الشعوب تؤمن بالحرب وبالقوة، وتظلم، ولكنها أيضا قادرة على سماع صوت العقل والقلب. ولهذا فهي بحاجة إلى رسل محبة كثيرين، لتصحح أخطاءها، ولا سيما في علاقة الشعوب القوية مع الشعوب الضعيفة.
*الفلسطينيون تعرضوا لظلم عظيم. فكيف لرسالة المحبة التي تمثلها الكنيسة إيصال هذه المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال للعالم الذي ينتصر للعدل ويرفض الظلم وخاصة المجتمع المسيحي المعني بالعدالة والحرية والسلم؟
**السؤال هو كيفية توصيل رسالة المحبة؟ أولا وضع الله في كل إنسان صلاحا من صلاحه تعالى، ومحبة من محبته. كما قلت، في البشرية حروب ومظالم، ولكن فيها أيضا محبة كثيرة. فالمحبة من حيث المبدأ واصلة إلى كثيرين. قد لا تصل إلى صانعي السياسة والحروب. هؤلاء قيمهم مختلفة بل مناقضة للمحبة، ولو تظاهر بعضهم ببعض الممارسات الدينية. لهؤلاء النبي أشعيا يقول، متكلما عن الصوم: الصوم الحقيقي هو «حَلُّ قُيُودِ الشَّرِّ وَفَكُّ رُبُطِ النِّيرِ وَإطلَاقُ المـَسحُوقِين أحرَارًا، وَتَحطِيمُ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيسَ هُوَ أَن تَكسِرَ لِلجَائِعِ خُبزَكَ؟ وَأَن تُدخِلَ البَائِسينَ المـَطرُودِينَ بَيتَكَ؟ وَإِذَا رَأَيتَ العُريَانَ أَن تَكسُوَهُ؟» (أشعيا 58: 5-8). الدين هو هذا، هو محبة أولا، وعدل، وإزالة المظالم.
لكن ما عدا هؤلاء، أهل المحبة كثيرون، والمحبة لها طرقها المختلفة، بعضها ظاهر وبعضها غير ظاهر. ومما يظهر، هناك منظمات مسيحية كثيرة، كنسية وغير كنسية، ترى الظلم المفروض على الشعب الفلسطيني وترفضه، وتعمل من أجل تبديله. المحبة للشعب الفلسطيني موجودة في العالم المسيحي، وفي الغرب نفسه، المحبة التي تعني المساندة والعمل من أجل تحريره من الظلم الذي هو فيه.
*هناك استنزاف للوجود المسيحي في بلد مولد المسيح. كيف نفسر هذه الظاهرة الموجعة وهل من سبيل لوقفها أو التخفيف من حدتها؟ ومن يتحمل المسؤولية عن هذا النزيف؟
**الاستنزاف للوجود المسيحي، أساسه التقلبات التاريخية والحروب الكثيرة التي مرت بالبلاد وما زالت. في فلسطين الوضع السياسي هو الباعث الأول على هجرة المسيحيين. الكل يهاجر أو هاجر، وليس المسيحيون فقط هاجروا. بالإضافة إلى التقلبات السياسية والاقتصادية، هناك أيضا سبب للهجرة وهو عدم استقرار اجتماعي بسبب النزعات الطائفية الفردية أو الجماعية، والعلاقة بين المسلم والمسيحي. حتى اليوم لم نصل إلى التوازن المطلوب لعيش مستقر ومساواة بين جميع المواطنين. قطعنا شوطا كبيرا ولكن ما زال الطريق أمامنا طويلًا.
*هناك ظاهرة سلبية، صحيح أنها هامشية لكنها تثير القلق، تتعلق ببعض الممارسات التي تنم عن تعصب ديني وإصدار مراسيم وفتاوى غريبة على الشعب الفلسطيني. كيف يمكن أن يتم احتواء واجتثاث مثل هذه الحوادث التي تعكر متانة النسيج الاجتماعي؟
**هذا ما أشرت إليه سابقا. المساواة بين المواطنين والانسجام الديني على اختلاف الأديان هو التحدي الكبير الذي يواجه المجتمعات العربية المتعددة الأديان. قلتَ: هناك ظاهرة سلبية وبعض الممارسات التي تنم عن تعصب ديني وإصدار فتاوى غريبة على الشعب الفلسطيني…. نعم هذا صحيح. ظاهرة هامشية ولكنها موجودة.
في هذا المجال على مجتمعنا العربي أن تكون له الجرأة والشجاعة لأن يراجع نفسه، ولا يكتفي بما حققه. الذي لم يتحقق ما زال خطرا يهدد استقرار المجتمع. يجب أن نعرف أي إنسان نريد، ونوجه الجهود لنصنعه. رجال الدين مسؤولون كيف يوجهون المؤمنين. ثم المناهج المدرسية، لا بد من مناهج جديدة تهدف إلى تكوين إنسان عربي جديد، قادر على التغلب على نفسه، قادر على أن يعيش مع أخيه المختلف في دينه، فيكون قادرًا على التغلب على كل القوى الخارجية الفارضة نفسها عليه. أي إنسان نريد؟ وبناء على ذلك نربي ونضع المناهج المناسبة. وبعد جيل أو جيلين سيكون لدينا الإنسان العربي الذي نريده، قادرا أن يقبل أخاه، ومن ثم قادرًا أن يواجه المعتدي عليه أو المتدخل في شؤونه.
* ما هي رسالتك الآن للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة غير مسبوقة من توسع النشاط الاستيطاني وتدمير البيوت والتوسع في الممارسات العنيفة واستكمال بناء الجدار العازل وتهويد القدس، إضافة إلى التطبيع العربي الذي شهدناه أخيرا والذي يعني التخلي عن الفلسطينيين. كيف يمكن للشعب الفلسطيني أن يتجاوز هذه المحنة؟
**كل ذلك يتم لأن المقاومة غير كاملة. المقاومة الأساسية تقوم بوعي الفلسطيني، الشعب ولا سيما المسؤولين، أننا في صراع. وأن القضية ليست قضية حكم ولا سلطة ولا مال. ولا قضية أحزاب من يسيطر على من؟ القضية الأساسية هي أننا علينا أن نستعيد حريتنا. وارضنا. بعد ذلك، نتفرغ للنزاعات الداخلية. أما الآن فالنزاعات الداخلية تقضي علينا، أو تساعد العدو للاستمرار في ظلمه. نحن بحاجة إلى شعب واحد موحد. رؤية واحدة، وزهد واحد، زهد في السلطة وزهد في المال، وزهد يعتبر الشعب فوق الأحزاب كلها، كما فوق الأطماع الفردية. في هذا المجال، المقاومة تكاد تكون معدومة: هنا تبدأ مقاومة إسرائيل، بمقاومة الذات.
أقول كونوا واحدا. كونوا زهادا. لتكن مصلحة الشعب هي المصلحة. هذه إحدى البدايات الصحيحة لمواجهة المظالم الكثيرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
*هناك حوارات تجري بين أتباع الديانات. بعض هذه المبادرات تبنتها الأمم المتحدة وهناك مكتب خاص يتابع مسألة تحالف الحضارات. هلى ترى أن هذه الحوارات هي الحل السليم لتحسين العلاقات بين أتباع الديانات المختلفة؟ وهل تحل مثل هذه الإشكاليات بالحوار؟
**هناك مجهود كبير عالمي يتم للتقريب بين الديانات أو بالأحرى بين أتباع الديانات المختلفة. هناك مثلا «ديانات من أجل السلام» وهناك «تحالف الحضارات» وهناك المبادرة الحديثة التي أطلقها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب «الأخوة البشرية» وهناك حوارات كثيرة تجري في كل بلد وفي كل أنحاء العالم. كل هذا يساعد طبعا لتحويل العلاقة بين الشعوب من علاقة تنافر أو جهل متبادل، أو حتى حرب معلنة، إلى علاقة سلام ومعرفة متبادلة وقبول متبادل. أنا أظن بالإضافة إلى هذا لا بد من وعي واقتناع لدى جميع الأطراف أن الوضع بين الأديان المختلفة ما زال غير مكتمل. وأننا بحاجة إلى المزيد من الحوارات، التي تنزل إلى مستوى قضايا الحياة اليومية للناس، إلى واقع الحياة اليومية المتعثرة هنا أو هناك للنظر فيها وعلاجها، ولا نكتفي بتكرار النصوص المقدسة التي تشيد بالطرف الآخر. المهم كيف يتم التعامل بين الأفراد على أرض الواقع.
*تحاول غبطتكم أن تبقوا في الظل وتستخدم الصوت المنخفض الذي يفيض بالمحبة وتبتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي. لكنكم وافقتم على لقاء المخرج محمد العطار والمنتجة ليلى حبش في الفيلم الوثائقي الرائع «بطريرك الشعب». ما هي الرسالة التي تريدون إيصالها عن طريق هذا الفيلم القصير والعميق؟
**نعم، تهمني الرسالة. والرسالة هي رسالة إبقاء الأمل في أوضاع لا أمل فيها، الكل يظلمنا. الكل يرى ما يلزم ويحق للشعب الفلسطيني ولكن لا أحد يتحلى بالشجاعة الكافية ليطبق وينفذ ما يراه حقا. غريب. هناك قرارات هيئة أمم. هناك اللجنة الرباعية. هناك أطر كثيرة. وكلها ما زالت أطرا، أصبحت موجودة لذاتها، لا للهدف الذي أوجدت له، أي فرض الحل لهذه القضية. لا يوجد لا صغير ولا كبير في الأسرة الدولية يجرؤ على التنفيذ. رسالتي أولا رسالة أمل إلى الشعب الفلسطيني، ورسالة إصلاح الذات للشعب الفلسطيني، وثانيا نداء إلى الأسرة الدولية أَنْ نفذوا الحق الذي ترونه وتعرفونه، والقرارات التي اتخذتموها.
*في زيارة قداسة البابا الأخيرة للعراق اختار أن يصلي في مدينة أور والتي تعتبر مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام وهي رسالة توحيدية للأديان السماوية الثلاث ما يوحي، ربما أن الخلافات في المنطقة دينية في جوهرها وهذا ليس صحيحا كما تعرفون. لقد تجنب قداسته أي ذكر للمأساة الفلسطينية، وأشار إلى استنزاف مسيحيي العراق من دون أن يشير إلى الاحتلال الأمريكي الذي استهدف نسيج الشعب العراقي كله قبل وصول القاعدة و»داعش». لقد أثيرت هذه المسائل في العديد من المقالات والتعليقات، فما رأي غبطتكم؟
**زيارة البابا فرنسيس إلى العراق هي أولا مجازفة شجاعة من قبله: صحته، الأحوال الأمنية في العراق، وباء كورونا… ومع ذلك كله، فقد جازف وأصر أن يقوم بهذه الزيارة. أظن أن هذه الزيارة تحمل أربع رسائل
الأولى إلى العراق كله، أن حان وقت البناء، وأنكم إخوة وأن اختلافكم في الدين ليس سببا يحول دون كونكم إخوة قادرين على البناء معا.
ثانيا، رسالة الى مسيحيي العراق، ومن خلالهم إلى مسيحيي الشرق. فهي تقوية المسيحيين الذين تناقصت أعدادهم بصورة كبيرة. ومأساة مسيحيي العراق صورة ورمز لكل مسيحيي الشرق الأوسط الذين مروا ويمرون بالظروف نفسها، أقل قسوة أو أكثر.
ثالثا متابعة الحوار بين المسيحية والإسلام، بعد أن التقى البابا مع الإسلام السني في أبو ظبي في شخص شيخ الأزهر أحمد الطيب، التقى في النجف مع الإسلام الشيعي، مع آية الله السيستاني. هذه الأخوة، واللقاء بين المسيحية والإسلام مشروع متأصل في رؤية البابا: كانت العلاقة التاريخية بين الإسلام والمسيحية علاقة حروب في القرون الماضية، ومن ثم ظلت علاقة عداء وتنافر، وزاد العداء مع استبدال الفتوحات والغزوات اليوم بوجود القوى الغربية الغازية والمستعمرة لبلاد الإسلام. فهو يريد تبديل هذه العلاقة، يريد تبديل التاريخ: واقتراح رؤية جديدة وواقعا جديدا، بين الإسلام والمسيحية من الآن فصاعدا علاقة أخوة وقبول متبادل ومن ثم تعاون متبادل، ومن أجل خير البشرية كلها. فهو مصحح للمقاربة الاستعمارية التي يأتي بها الغرب السياسي، صحيح أن الغرب شعوبه مسيحية، ولكن سياسته وساسته، سياسيون أولا، وقلما يستلهمون القيم المسيحية.
والرسالة الرابعة، لم يصرح بها البابا ولكن زيارته كلها تصرخ بذلك، وهي للقوى الغربية التي دمرت العراق وما زالت تدمر الشرق، لتزيل كل قوي فيه، ليبقى قوي واحد هو الغرب في شخص دولة إسرائيل. هذه الزيارة تتصل مع نداء البابا يوحنا بولس الثاني قبل غزو العراق: لا للحرب. بصمت أعاد البابا فرنسيس النداء نفسه. وهو أيضا يقول: إن الحرب تدمر وتزيد الدمار ولا تصلح شيئا. بهذا المعنى أفهم النداء الذي وجهه البابا إلى الأسرة الدولية لكي تمد يدها للتعاون في إعادة البناء.
عن القدس العربي