الإحتلال سبب ومبعث كل شر

رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي، نفتالي  بينت، الذاهب إلى نيويورك، من أجل مخاطبة العالم، لا يريد التحدث عن المسألة الفلسطينية، بل عن “التهديد الإيراني وعن التجديد”. هذا ليس جديدا على بينيت، الذي يعتبر القضية الفلسطينية مجرد “شظية في المؤخرة”.

المعيب، هو أن هنالك أناس من أبناء شعبنا سواءً في الداخل أو في الضفة يمنحوا هذه الحكومة الشرعية والحق بالوجود، رغم الجرائم الدموية التي يقوم بها الإحتلال من قتل واغتيالات ومطاردات واعتقالات وهدم للمنازل ومصادرة للأراضي وتوسيع للمستوطنات وحصار ومضايقات وسلب المواطنين الفلسطينين القابعين تحت الإحتلال أبسط الحقوق الأساسية التي تضمنها المواثيق الدولية والديانات السماوية والقيم الإنسانية.

خطاب الرئيس محمود عباس، الذي يمنح الإحتلال وقتاً إضافيا، والذي يهدد من خلاله بالتوجه للمؤسسات الدولية، خلال سنة هو دليل ضعف وبيع للأوهام ، وذر للرماد بالعيون واستحمار للشعب الفلسطيني الذي يعاني على مدار  ٧٣ عاما.

يجب ان تدرك السلطة الفلسطينية الحالية أنها عامل معيق ومعطل لكل إمكانية تغيير حقيقية في السياسة الفلسطينية، وقد آن الأوآن لإصلاح وتجديد للأطر والمؤسسات التمثيلية الفلسطينية، والاتفاق على المرجعيات والتصورات الفلسطينية، الجامعة والموحدة لكل أجزاء الشعب الفلسطيني.

إن ما تصبو اليه الحكومة الإسرائيلية الحالية هو دعم وتقوية وحماية السلطة الفلسطينية( بخلاف حكومة نتنياهو)، والعمل على دعم الاقتصاد الفلسطيني( كي يكون للفلسطيني ما يخسره!)، والاستمرار في الاستيطان وعدم السماح بوحدة الشعب الفلسطيني( وخصوصا غزة والضفة والقدس)، وعدم الاعتراف بل ورفض إقامة دولة فلسطينية ( نحن نعتقد أن إمكانية اقامة دولة فلسطينية منذ زمن بعيد لم تعد قابلة للتحقيق). ومواصلة التطبيع والتتبيع للدول العربية.

لا يمكن مواصلة نفس النهج وتوقع نتائج مختلفة. وكما يقول المفكر الكبير مالك بن نبي فكل شيء في العالم يكون إما أفكار أو أشخاص أو أشياء فيجب علينا التفكير مجددا بهذه المركبات لكي نصلح الخلل.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *