الأنظمة العربية واسرائيل
لا يوجد نظام عربي واحد لا يقرّ بوجود إسرائيل..
هذا مايجب أن يدركه الفلسطينيون…
ـ من البداية لم تكن قضية فلسطين قضية مركزية للأنظمة العربية، بدليل مرمطتها شعب فلسطين، وطبعا لم تتمكن الشعوب العربية من جعلها كذلك لأنها أصلا مهمّشة ومقيدة وتفتقد لحقوقها الأساسية.
ـ اشتغلت معظم الأنظمة على استغلال قضية فلسطين واستثمارها لتعزيز شرعيتها، وتبرير مصادرتها للحريات وتبديد الثروات وبناء جيوش واجهزة أمنية تسيطر بها على شعبها وتحمي سلطتها، وهذا ماتبين.
ـ استثمرت الأنظمة بظهور العمل الفدائي فقط للتغطية على هزيمة حزيران1967، ولاكتساب شرعية جديدة، بدعوى مقاومة شكلية، وربما لولا تلك الهزيمة لما سمح بوجود مكاتب وقواعد للكفاح المسلح الفلسطيني، الذي اشتغلت على تقييده وتضخيمه وتشويهه واختراقه واستنزافه في معارك جانبية.
ـ منذ حرب 1973، انتهى عمليا زمن الصراع العربي الإسرائيلي، وبدأ فعلياً زمن التعايش مع وجود إسرائيل، وباتت القصة ليست وجودها وانما احتلالها الجولان وسيناء والضفة وغزة، اي بات ثمة اعتراف عملي بإسرائيل.
ـ ما بقي من الصراع العربي ـ الإسرائيلي هو فقط تغطية العجز والقبول العربي بإسرائيل بإقامة كيان للفلسطينيين لا اكثر من ذلك..وهو ماحصل في اوسلو.
ـ ما يجري هو مجرد عصر لهذه الفكرة وتهميشها ما أمكن، اي تحجيم واختزال وتذويب الحقوق الفلسطينية..
ـ المعنى ان “صفقة القرن” بات لها نصف قرن امامنا..وبقيت التفاصيل..لا يوجد نظام عربي واحد، “من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر” لا يقر بوجود إسرائيل، بعيدا عن المهاترات والمزايدات والرغبات، هذه هي الحقيقة المرة…
هذه هي مآلات “القضية المركزية”…وهذا مايجب ان يدركه الفلسطينيون خصوصا..
إذا كان ثمة نظام عربي لا يقرّ وجود إسرائيل دلوني عليه..
(متل اليوم ٢٠١٩)