الأسرلة الناعمة على طريقة ” عتيدنا”

كان بالامكان تتبع الموقف من “عتيدنا” ومخاطره حين جاء بلسان المستهدَفين ومن يدافع عنهم، لكن احيانا ننتظر تقارير الاعلام العبري حتى نتفاعل.
مثلا وليس حصريا، كتبت عدة تقارير في الصحف العربية حول هذا التنظيم الخطير ولم يحدث أي صخب.
في مسيرة العودة الى ميعار في ربيع العام الفائت توقف عندها مطولا رئيس لجنة المتابعة محمد بركة وحذر السلطات المحلية والاجيال الشابة وكل المجتمع الفلسطيني من طبيعة وغايات هذه الحركة.
“عتيدنا” هي تأكيد بأنّ استهداف شعبنا، وبالذات الاجيال الناشئة، لا ينحصر في القمع المباشر، بل في القهر الناعم الأخطر وفي هندسة الهوية والولاءات، وايضا في استهداف المزاج اكثر من الموقف، وفي بث الاحباط والنفور من الحركة الوطنية والإتباع ليس فقط لاسرائيل وانما للنوايا الصهيونية مباشرة والى فك الارتباط بين فلسطينيي الداخل وكل شعبنا وقضية فلسطين، ولخلق قيادات تكون ملائمة للمشاريع الصهيونية اليمينية الفاشية الحاكمة وبنظرة مستقبلية لا نشعر بها على المدى القريب لكنها تؤثر في صلب الوعي ونمط التفكير والسلوك.
تاريخيا وراهنا فإن من ابتكر هذه السياسات الاستعمارية الاستعلائية وهندسة الوعي وخلق “العربي الجيد” هو حزب المباي (العمل لاحقا) وهي سياسة دولة سابقاً وراهنا على السواء. ولا تزال مصادر تمويل كبرى وحصريا في الولايات المتحدة وضمن التمويل اليهودي المعنية بهندسة العرب بما يلائم تطلعات تيارات ما يسمى “اليسار الصهيوني” وتنشيء أدواتها وتوفر أموالها.
بالامكان التعامل مع الكشف الواسع عن “عتيدنا” وغاياتها الفاضحة على أنه فرصة أمام لجنة المتابعة بمركباتها والحركة الوطنية ومعاهد الابحاث والحركات الشبابية أن تقوم ببحث مخاطر سياسات الهيمنة والقهر الناعم، وأن تنظر في مجمل مساعي التمويل وغاياته. وقد يكون في ذلك اعادة الاعتبار للقوة الشعبية المنظمة من خلال حركة سياسية منظمة.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *