الأساطير المؤسسة للسابع من أكتوبر

“لا حاجة لترويج الأساطير فالصهيونية سيئة بما فيه الكفاية”
(إيلان بابيه)

بلا أدنى شك فإن الكثير من الحقائق والوقائع والمتغيرات لعبت دورًا في التأسيس لعملية السابع من أكتوبر، ولكن كذلك الأساطير المتداولة على ألسنة ناس وقنوات مرموقة رسخت هذه الأساطير.

أولًا، هدم الأقصى والبقرات الحمر: لا شك أن المسجد الأقصى يتعرض للتضييق والاقتحامات، ولكن حتى اللحظة ما زال التيار الديني الذي يحرم اقتحام اليهود ووصولهم إلى المسجد هو السائد، وقصة البقرات الحمراء التي كانت متداولة هي أداة للتحشيد تحولت إلى قناعة.

ثانيًا، الهجرة العكسية: كان هناك أسطورة شائعة أنه بمجرد أن تتلقى إسرائيل ضربة موجعة ستحدث هجرة عكسية تكاد تفرغ إسرائيل من سكانها، وتبين أن هذا وهم.

ثالثًا، عدد كبير من الأسرى سيردع إسرائيل من تنفيذ عملية واسعة وسيفاوضون وهم صاغرون، هذا أيضًا تبين أنه أسطورة.

رابعًا، عدم قدرة إسرائيل على خوض حرب طويلة الأمد.

خامسًا، توسيع الحرب: كان هناك قناعة أن الحرب ستتوسع إمّا فلسطينيًا أو إقليميًا، ولكن تبين أن الظروف لم تنضج بعد لهذا السيناريو.

سادسًا، كان هناك أسطورة مفادها أن عملية (أو انتفاضة فلسطينية) ستكون شرارة تشعل ثورات وانتفاضات في الدول العربية، أو على أقل تقدير تغيير بعض الترتيبات الداخلية في الدول العربية، وتبين أن المعادلات وعلاقات القوة المحلية في هذه الدول أقوى من التضامن والانتماء لفلسطين.

سابعًا، عجز إسرائيل عن القيام بعملية برية: مع الأسف فإن هذه الأسطورة كانت شائعة ورغم كل ما تكبدته إسرائيل من خسائر فادحة في الميدان إلّا أن الاجتياح البري بهذا الشكل كان مستحيلًا في العقل العربي السائد.

ثامنًا، النبؤات الغيبية: هناك قناعة غيبية بأن إسرائيل ستختفي تلقائيًا وكل عمل هو خطوة في هذا الاتجاه بدون وضوح القواعد والخطوات الحقيقية التي تراكم شيئًا من هذا النوع.

طبعًا كل هذه الأساطير منبعها هو قراءة غير سليمة لإسرائيل، قراءة لا تفهم عقلية ومنطق الاستعمار الاستيطاني وتعتقد أن المستوطن سيقدم أمن مواطنيه على أمنه “القومي” أو أن المحور متفوق على المعادلات الدولية بفعل قوة العقيدة أو إسناد سماوي معين.

طبعًا كل المذكور أعلاه لا يجعل إسرائيل دول خارقة كما يقول الوجه الآخر من الأسطورة، إنما دعوة للعودة إلى الواقع والتسلح بالعقل العلمي.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *