الأحفاد !
جوائز ترضية لعمر على وشك الذبول ، تكرر أولادك او بناتك .. ولكن من صنع غيرك ، هدايا آخر العمر ” تشخ ” على وقارك ، وتركب على ظهر شيخوختك ، وتلون بأقلام التلوين بياض شعرك ، أطفال من كانوا يوما أطفالك ، وطفولة غيرك تتمرجح بربطة عنقك ، بداية الأعمار في أفول عمرك ، شروق الحياة في غروبك ، جيناتك الوراثية في وجنات غيرك ، تكررك يرث غيابك ..
الأحفاد ما تبقى في الحياة منك ، والحياة حين تواسي برفق ما انتهى في حياتك ، ربيع ينمو في خريفك ، ويقرقش ” الشيبس ” في سعال شيخوختك ، ويمرغ بالشوكولا زجاج نظارتك الطبية ، ويدلق الحليب على حكمة وقارك ..
لي من الأحفاد هدايا من بناتي الثلاث .. ما يمنح زهد العمر هدوء السكينة ، ويقنع كنز قناعتي بكفايتي من فناء الحياة ..
أستيقظ كل صباح مدججا بالأحفاد ، أوزّع شيخوختي عليهم بالتساوي ألواحا من الشوكولا ، وأقشر لهم فستق وقاري اللعين ، وألعب معهم ومع الحياة لعبة ” شد الحبل ” ، وأتفرج على الدنيا وصراع البشر مثل صراع توم وجيري وأضحك و أضحك وأضحك !