الأبعاد المحتملة لاغتيال محمد ضيف
نفت حركة حماس رسميا نجاح إسرائيل في القضاء على محمد ضيف القائد الأعلى للجناح العسكري لحركة حماس. وأشار خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة في مقابلة مع قناة الجزيرة، إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء نتنياهو الليلة الماضية ، وقال: ” كان نتنياهو يأمل في إلقاء خطاب انتصار وهمي، لكن خطابه كان بائسا نقول لنتنياهو أن محمد ضيف سمعك وكان يسخر من تصريحاتك الكاذبة”.
وتقول حماس أن القصف الإسرائيلي لخان يونس كان “مجزرة أخرى للمدنيين”. وذكرت وكالة رويترز نقلا عن مصادر مصرية أن المحادثات بشأن صفقة إطلاق سراح المختطفين مجمدة “حتى تثبت إسرائيل جديتها”.
في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن العام التحقيق في احتمال أن يكون نفي حماس صحيحًا وأن ضيف قد نجا من محاولة الاغتيال.
ولا يزال كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يقدرون أنه من المحتمل جدًا أن يكون ضيف ورافع سلامة، قائد لواء خان يونس، قد قُتلا في قصف سلاح الجو أمس في منطقة خان يونس. ويحاول جهاز الامن العام (الشاباك ) وشعبة الاستخبارات إيجاد مؤشرات إضافية تؤكد هذا الافتراض.
وقال نتنياهو الليلة الماضية في مؤتمر صحفي عقده: “لا يوجد حتى الآن يقين مطلق بتصفية محمد ضيف ورافع سلامة، لكني أضمن أننا سنصل إلى كل قيادات حماس وإن القضاء على كبار مسؤولي حماس يعزز تحقيق جميع أهدافنا بما في ذلك إطلاق سراح المختطفين”.
وصدم نبأ مقتل ضيف وسلامة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة والقيادة السياسية لحركة حماس في الخارج. المخاوف الحالية في حماس هي أن تكون إسرائيل قد نجحت في تحقيق “اختراق استخباراتي” في قيادة الذراع العسكري لحماس، وأنها قد تقضي على كبار اخرين ، وعلى رأسهم يحيى السنوار.
وذكرت قناة “الحدث” السعودية، أمس، أن عدداً من كبار مسؤولي حماس تنقلوا من مكان إلى آخر عدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة، تفادياً للمتابعة الإسرائيلية لهم.
وفي أعقاب محاولة اغتيال ضيف، أوقفت قيادة التنظيم جميع الاتصالات مع كافة كبار مسؤولي التنظيم في قطاع غزة عبر الهاتف والبريد الإلكتروني.
وتقول اوساط في قطاع غزة أن ضيف ارتكب ثلاثة أخطاء أدت إلى اغتياله:
ا – خرج من مخبأه في الأنفاق العميقة تحت الأرض وصعد إلى المنطقة المفتوحة على سطح الأرض.
ب. خرج دون درع بشري يحيط به من الرهائن الإسرائيليين .
ج – كشف نفسه أمام النازحين في منطقة خان يونس، الذين قام بعضهم بابلاغ جهاز الامن العام ( الشاباك ) الإسرائيلي.
ما هي عواقب اغتيال محمد ضيف؟
١. يقدر مسؤولون سياسيون كبار أن عملية الاغتيال ستؤدي على المدى القصير إلى تأخير المفاوضات من أجل إطلاق سراح المختطفين، لكن على المدى الطويل سيتم استئناف المفاوضات، والهجوم على ضيف سيزيد الضغط على حماس للتحرك من اجل الموافقة على الصفقة.
ب. ضربة عملياتية ومعنوية جسيمة للذراع العسكري لحماس.
ج . إيصال رسالة إلى السنوار وقيادات حماس الأخرى مفادها أن يد إسرائيل الطويلة ستصل إليهم قريبا، وأنها لا تخشى من العمل ضدهم وسط كثافة سكانية مدنية. لا يمكن حالياً تقييم رد فعل السنوار على احتمال اغتيال ضيف وسلامة. ومن الممكن أيضاً أن يتخذ خطوات غير متوقعة فيما يتعلق بالمختطفين.
د – احداث ضرر كبير لقدرات إعادة تأهيل الذراع العسكري لحركة حماس. حيث كان من المفترض أن يعمل ضيف على اعادة بناء القوة العسكرية لحماس خلال وقف إطلاق النار.
ه – تشكل عملية الاغتيال خطوة أخرى على طريق استعادة الردع الإسرائيلي. لقد كان ضيف رمزا للجيل الفلسطيني الشاب في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، واغتياله يشكل رسالة واضحة لقادة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، التي تعمل بوحي من إيران.
و. تغيير القيادة العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة. وبحسب مصادر في حماس، فإن محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، هو المرشح لخلافة ضيف إذا تبين أنه قُتل في محاولة الاغتيال . حينها سيبقي يحيى السنوار وشقيقه محمد وحيدين على رأس الذراع العسكري لحماس مع محمد شبانة قائد لواء رفح.
لقد قضت إسرائيل على معظم اعضاء القيادة العسكرية لحماس: مروان عيسى، رئيس أركان حماس؛ ايمن نوفل، قائد لواء الوسط؛ أحمد غندور قائد لواء الشمال وعلى مايبدو ايضا سلامة قائد لواء خان يونس . كما انه تم اغتيال 14 قائداً آخرين من قادة الكتائب وقادة السرايا في الذراع العسكري.
وتشن إسرائيل الآن هجوماً متجدداً على حماس في جميع أنحاء قطاع غزة. وعليها ألا توقف هذا الزخم، وعليها أن تهاجم بكل قوتها أهداف الجناح العسكري لحماس. وتقدر اوساط أمنية كبيرة بأن هذا الضغط سيجلب حماس إلى طاولة المفاوضات بشأن صفقة المخطوفين .
عن موقع افوك