اعتذار الى زهر اللوز
وعدتك ان نلتقي في شباط .. ستحضر أنت ، ويغيب حضوري ، ولم اكن أدري ان مواعيد شباط مثل تردده ” ليس على كلامها رباط ” لينتظرني وضوح بياضك في غموض غيابي ..سيأتي شباط و يمضي ويلمّك عن أشجار بلادي ، ويترك لي خيبة من لوز أخضر تسخر من مواعيدي .
وبين بياضك في بلادي ، وبياض مريول ممرضة سويدية شقراء في غربتي .. لم يمهلني المرض من الالتزام بموعدك ، وترك حقيبة سفري ترتب بلاهتها أمام خيبتي ، وأنا أقدم لك تقريرا طبيا لغياب مبرر .
هل تكفي كلمة ” آسف ” أقولها لزهرك المتعجل الذي يبتسم بشفتين مراهقتين ويمضي ؟ وهل يكفي اعتذاري لعذر اقبح من ذنب حين تنتظرني في مطار اللد .. ولا أحضر ؟!
وماذا أقول لهذا الحب العذري الذي يعتذر عن غيابه حين يزهر حضورك في بلادي غير ” بهمش ” .. لنحاول في شباط القادم ، ربما يصلح العطار ما أفسده الدهر بصحتي التي لا تليق بحضورك المعافى !
لربيع بلادي .. يحاول خريفي ان يعتذر في هذا الصباح الاسكندنافي الذي يسقط به الثلج بين بياضين .. بياض زهر اللوز في بلادي وبياض الثلج في غربتي لعل فروق التوقيت بين المنفى والوطن تشفع لي حين ينتظرني زهر اللوز في مطار اللد ، ويعود خائبا يقود سيارته على طريق رابين السريع ، ويوزع لهفتي على أشجار بلادي شجرة شجرة ، ويبتسم بشفتين زهرتين مراهقتين كقبلة في الهواء ترسل لي عن بعد .