استعادة الردع…
وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون نظرية الأمن الإسرائيلية بقرار من الحكومة عام 1953، والتي تتضمن تحقيق مثلث الأمن المتمثل بالمصطلحات الأساسية (الردع/التحذير المسبق”معلومات استخباراتية”/الحسم)….
فيما يتعلق بالحروب التي تم شنها على قطاع غزة (عقب الانسحاب منه) تمثلت الأهداف الإسرائيلية كالتالي:
- الرّصاص المصبوب (2008): افتقرت الحرب إلى هدف محدد لكن الخطاب الإسرائيلي العام حدّد أربعة أهداف للحرب وهي:أولاً: جعل حركة خماس تتخلّى عن الرغبة في مهاجمة إسرائيل. ثانياً: تحقيق الهدوء على الجبهة الجنوبية لفترة طويلة. ثالثاً: وقف عمليات تهريب السلاح للقطاع. رابعاً: الإفراج عن الجندي المأسور شاليت .
- عامود السّحاب (2012): حدد وزير الدفاع الإسرائيلي وقتئذ أهداف الحرب وهي: أولا: تعزيز قوة الردع. ثانياً: ضرب منظومة الصّواريخ. ثالثاً: توجيه ضربة مؤلمة لخماس وفصائل المقاومة. رابعاً: تقليص الضربات الصاروخية على الجبهة الداخلية.
- الجرف الصّامد (2014): أعلن وزير المخابرات يوفال شنتايتس أهداف الحرب وهي: أولاً: تسديد ضربة قاسية لبنية خماس العسكرية خاصة المنظومة الصاروخية والأنفاق الهجومية. ثانياً: إعادة الهدوء والأمن لسكان إسرائيل والمناطق الجنوبية خاصة على المدى البعيد. ثالثاً: بدء مرحلة نزع السلاح في غزّة.
- حماية الجدار (2021): جعل خماس تفكر ملياً قبل التفكير بمهاجمة إسرائيل مرة ثانية.
الخلاصة:
نجد أنّ الهدف المشترك للحروب الإسرائيلية مبني على النظرية الأمنية الإسرائيلية التي خطّها بن غوريون، وهو استعادة قوة الردع المتآكلة نتيجة استمرار المق/اومة في إطلاق الصواريخ وعدم ارتداعها، هذا كان الهدف المتجدد لكل الحملات العسكرية.
إسرائيل كقوة احتلالية غاشمة كانت دوماً البادئة بالاعتداء على الفلسطينيين، فيما عدا المواجهة الحالية، بادرت لها المق/اومة عقب تمادي إسرائيل في القدس.
هنالك دافعين أساسيين يحركان الساسة الإسرائيليين في شنّهم لهذه الحروب، وهما: أولاً: محاولة ترميم قوة الردع الإسرائيلية. ثانياً: محاولة إرضاء الناخبين الإسرائيليين و استجلاب أصواتهم.