احنا ” والمدفع ” جيران !
والمدفع هو مدفع هاون لتنظيم ناصري لبناني ” المرابطون ” حيت كان بيتي في بيروت في منطقة اسمها ” أبو شاكر من تحت ” ولم يشغل بالي خلال سنوات من اقامتي في هذا الحي البيروتي ما تحت أبو شاكر من تحت ، ولا سبب التسمية التي عادة منتشرة في بيروت مثل البسطة التحتا وغيرها ..
سنوات من الحرب الأهلية اللبنانية وأنا أشرب قهوتي الصباحية على شرفة منزلي التي تطل على مدفع ” المرابطون ” …وفيروز تغني في صباحي ” احنا والقمر جيران ” الى أن يبدأ المدفع ممارسة عمله اليومي بالقصف ، ويبقى قمر فيروز ، ويهرب الجيران خوفا من القصف المضاد ..
وبعد ان يتوقف القصف ويسكت المدفع يصرخ أبو العبد احد المسؤولين عن فصيل المدفع : يا خي ارجع حط فيروز وعلي الصوت صار وقف اطلاق النار .. وأعود الى قهوتي وفيروز وكأن شيئا لم يحدث !
هذه الصباحات تجدها فقط في بيروت حيث الحياة تشرب قهوتها برفقة مدفع ..
لا تخافوا على بيروت التي تنهض هذا الصباح بعد اشتباك أمس، لهذه المدينة قدرة عجيبة في اتقان الحياة ، وستنهض من بين الزجاج المكسور لتفتح نوافذها على الحياة منذ ان أعلنت فيروز انها من ” بلد الشبابيك ” وبيروت في اشتباك دائم بين الحديقة والمقبرة .. بين غرفة الانعاش وعيادة التجميل … لا تخافوا على العاصمة العربية الوحيدة التي تكتب تاريخها بقلم الكحل وقلم الروج لتنهض من هذا الخراب لتصرخ : ” يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين ” !