اتفاق أم فشل: مستقبل قطاع الشمال مرهون بإنجازات الوفد الإسرائيلي في المفاوضات
على خلفية مفاوضات إطلاق سراح المخطوفين بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، يجري تقييم دائم للوضع في الهيئة الأمنية ، لمعرفة كيف سيؤثر الاتفاق أو فشل المحادثات على الساحة الشمالية.
ما هو رأيهم في طهران وبيروت؟ :
تقول أوساط في الهيئة الأمنية أنه بغض النظر عن الرد على عمليات الإغتيال المركزة فإن القيادة الإيرانية والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كانا يرغبان بشدة رؤية المعركة ضد إسرائيل وراء ظهرهم خاصة وأنهما وجدا انفسهما فيها بشكل مفاجىء وليس بتنسيق كامل مع حماس ، بالاضافة إلى إنهاك قوات كبيرة عملوا على بناءها طوال عشرين عاماً تقريباً . وتقدر المصادر أن المفاوضات مع حماس يمكن أن تؤدي أيضا إلى وقف إطلاق النار مع المحور الشيعي.
كيف نام الجيش الإسرائيلي في الحراسة؟ :
اثبتت الشهور العشرة من القتال مع حزب الله عمليا أن خط الصدام مع لبنان، الملاصق للسياج الحدودي ، كان مليئا بمواقع لحزب الله في قلب القرى السنية، المليئة بالبنى التحتية الإرهابية، ووسائل الجمع ، والمخابئ، ومستودعات الأسلحة ومواقع إطلاق ومراقبة، وغرف عمليات ، وطرق لوجستية مخفية، بعضها مخصص لخطط هجومية غير متماثلة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وبعضها خطط هجومية راجلة . وقد قدروا في الجيش الاسرائيلي بأن حجم القوات ونوعية المعلومات الاستخبارية سيكون كافي للإنذار وصد مخربين من لبنان خلال فترة قصيرة . ولكن هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول على الساحة الجنوبية أثبت غير ذلك .
أكثر من عشرة أشهر من القتال :
قامت القيادة الشمالية، خلال الشهور العشرة بتقسيم لبنان إلى خلايا ميدانية وتمت معالجتها بطريقة ممنهجة بالنيران من الجو والأرض لتدمير البنى التحتية الإرهابية وقتل الإرهابيين. ومن الطبيعي أن القرى الواقعة على “مسافة بصقة” عن السياج تلقت “معالجة جذرية” بواسطة نيران كثيفة .
يتذكرون في الجيش الإسرائيلي جيداً حجم الشر والارهاب الذي ظهر يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر من جميع القرى والأحياء القريبة من السياج في قطاع غزة، على سبيل المثال: الشجاعية .
هذه ليست مجرد قرية لبنانية، بل قاعدة لحزب الله :
ومن القرى البارزة قرية كفر كلا، التي تقع في القطاع الشرقي شمال المطلة، على مسافة صفر من موقع الجيش الإسرائيلي، بالقرب من معبر فاطمة . ويبدو من المعلومات التي قدمت إلى وزير الحرب يوآف غالانت أن 98% من سكان القرية غادروها طوعاً حتى قبل بدء القتال، وأي شخص بقى في المنطقة المعمورة اصبح فورا مشتبهاً به كمخرب ويجب مهاجمته . على مدى عشرة أشهر، تم تنفيذ أكثر من 120 غارة جوية، وفقط في اليومين الأخيرين تم مهاجمة بني تحتية إرهابية ومخربين في قلب القرية بأكثر من 123 هجمة من الجو، وأكثر من 500 هجوم مدفعي صاروخي . ووفقاً لمعطيات الجيش الإسرائيل ، فإنه تم تدمير حوالي 70% من منازل القرية، حوالي 1500 منزل تم تدميرها كليا أو جزئياً ولكن هناك ضباط يشككون في هذا الرقم ويقولون بأن العدد أقل من ذلك.
دراسة حالة تسمى كفر كلا :
تظهر البنية التحتية التي تم الكشف عنها في كفركلا أنه لو تم شن هجوم في 7 أكتوبر كمفاجأة استخباراتية كاملة، لكانت النتائج بالنسبة للجبهة الداخلية الإسرائيلية مريرة للغاية. إن حجم البني التحتية التي تم بناؤها على مر السنين في هذه القرية، كما هو الحال في القرى الأخرى المجاورة للسياج، يوضح أكثر من أي وقت مضى مدى انشغال الجيش الإسرائيلي والقيادة السياسية في تصور اتاح المجال لمثل هذا الواقع الأمني الخطير والزلق.
انتقادات للجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي :
ينتقد ضباط احتياط في قيادة المنطقة الشمالية سياسة هيئة الأركان العامة التي لا تسمح بتعزيز معالجة بؤر الإرهابيين في القرى المجاورة للسياج، إلا على مراحل وبشكل متدرج . وفقا لنهج الجيش الإسرائيلي، فإن إطلاق النار بشكل كثيف في فترات زمنية ضيقة سيؤدي إلى التصعيد ضد حزب الله وتحويل جنوب لبنان إلى ساحة رئيسية، خلافاً لتوجيهات المستوى السياسي بالحفاظ على قطاع غزة كساحة رئيسية وجنوب لبنان كساحة ثانوية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ماذا سيفعل الجيش الإسرائيلي إذا فرضت عليه الهدنة مع حزب الله قبل أن يتاح له الوقت لـ«تفكيك» معظم البني التحتية للسياج في القرى القريبة من السياج على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ؟ كيف ستتم إعادة السكن إلى بيوتهم مع معرفة أن هناك العديد من البنى التحتية الإرهابية على بعد مسافة قصيرة؟
على كل ذلك يرد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول : “إن الجيش الإسرائيلي، ورئيس الأركان الذي يرأسه، ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب – تفكيك حماس وعودة المخطوفين، ويقاتلون بتصميم ومثابرة ويحققون نتائج غير مسبوقة” . الجيش الإسرائيلي يوفر للمستوى السياسي كل الخيارات وحرية العمل، وسيعرف كيفية تنفيذ أي قرار للمستوى السياسي. وأي ادعاء آخر ينفي أي أساس، ويضر بالجيش الإسرائيلي ورئيس الأركان الذي يخوض حربا ضده أعدائنا.”
المصدر: موقع والا العبري