يوسف الدقة أبو الحكم علامة فارقة في بلاغة الجرح الفلسطيني ، رجل من زمن الفدائي الذي حلمنا منذ الصغر أن نكون من فرسانه مكتفين بأمنا الأرض وصورتها المقدسة العصية على الاحتواء والكتابة .
رجل من زمن الاسطورة الفلسطينية في بناء السماء من غيمة عابرة وتكوين الجغرافيا تحت الأظافر، ووراء العدو في كل مكان ورفيق وديع حداد …
بساطة عارمة وطيبة جارحة وتواضع جم بما يشبه القداسة في العمل قبل خزعبلات المتحذلقين وتحويلهم بوصلة الوطن إلى مكبرات الصوت ..
لم يدخل ابو الحكم معتركا تنظيميا رغم كثرة المعتركات بل ظل تلك العلاقة الشعرية بين الماء والنار مثالا للمشاركة مع المختلفين جميعا ،وغالبا ما يختزل القول بحبه لفلسطين وجورج حبش..
مبتسما في اوقات المرارة ومعطاء دون مبادلة لكأنه في مهمة ربانية يوحى إليه .
كان متوحدا مع فكرته بحصر اهتمامه بالشهداء والفقراءوعائلاتهم بعد أن شارك في ايام النار والحديد والدم.
يتجنب وحوش المراتب وجحوش النبذ والتعالم والاقصاء محتفظا بسيرة عاشق فلسطين وبطولاتها.
هل أرثيك الآن حقا ام أرثي زمنا يتبدد تحت اضراس الاطمئنان المزور لفتنة التاريخ
ابو الحكم أيها الجميل الجميل حسبك كل هذا الحب