إطلاق المسيرة على تل أبيب – نتيجة للتراخي وقصر اليد
ليس من المفترض أن يكون انفجار طائرة مسيرة في تل أبيب أكثر خطورة في نظرنا من انفجار في مستوطنة حرفيش على الحدود اللبنانية – لكن هكذا يتم النظر الى هذا الامر من جانب أعداؤنا . المسيرة من صنع إيران، بتمويلها، وتوجيهها (من المستحيل أن يقوم الحوثيون بذلك بمفردهم) وبناء على أوامرها شقت طريقها بدون اي معيق إلى المبنى الذي انفجرت فيه، بالقرب من مبنى يتبع السفارة الأمريكية في تل ابيب . في حين ان سكان المباني في طهران هادئين تماما.
عند محاولة فهم المنطق الكامن وراء سياسة الحكومة، تتبادر إلى الذهن تجربة اجريت أحيانًا واثبتت أن اختيار القرود لوجباتهم أفضل من اختيارات مدراء ملفات يتفاخرون بكونهم خبراء . جهود القرود حققت من حين لاخر نتائج افضل بكثير من نتائج المدراء . ربما يستطيع نتنياهو وأعضاء الحكومة أن يتحدثوا وكأنهم يفهمون ما يحدث وماذا يفعلون، ولكن في الواقع فإن أي قرد في التجربة كان سيفعل ذلك بشكل أفضل. لكي تفقد الردع تمامًا، لا تحتاج إلى لغة إنجليزية مصقولة وحركات يد مكتسبة من أفضل معلمي التمثيل. كما انك من اجل ذلك لذلك لا تحتاج إلى أربعة أبواق، وثلاثة مهاجع، واثنين مجنونين من أفراد العائلة ورحلة (الى واشنطن) على متن ” جناح تسيون “. لمثل هذا الفشل الضخم ، يكفي فقط قرد صغير .
القاعدة التي وضعها الإيرانيون، والتي تختار الحكومة الإسرائيلية أن تتصرف بموجبها لسبب ما، هي قاعدة بسيطة. هم يحيطوننا بحلقة نارية ويسلحون ويمولون ويصدرون الاوامر لمنفذي أوامرهم. إسرائيل تحترق بنيران رسلهم والإيرانيون على الاغلب لا يطلقون النار من بلدهم (ولكن حتى عندما أطلقوا 300 صاروخ وطائرة بدون طيار من أراضيهم، كان الرد ضعيفا ) . في مقابل ذلك يُسمح لنا الرد بالنيران فقط ضد رسلهم وحتى ذلك في نطاق محدود . الإيرانيون لا يهتمون إذا مات غزيين أو لبنانين أو عراقيين أو يمنيين – لكنهم في الحقيقة لا يريدون نيران او مصابين في مدنهم .
لماذا، بحق الله، تعمل الحكومة الإسرائيلية وفق القواعد الإيرانية؟ ألا تفهمون أن هذه القواعد جيدة لهم وسيئة لنا ؟ إطلاق النار على تل أبيب قد يؤدي أخيراً إلى رد فعل ضد اليمنيين، لكن أين كنتم خلال الأشهر التسعة التي تم فيها إطلاق النار على إيلات ؟ هل استيقظتم ؟ ومازلتم لا تفهمون أن الرد في اليمن لا يحرك إيران؟
أفيغدور ليبرمان كان على حق فالصواريخ القاتلة والدقيقة بكميات كبيرة ضرورية للغاية بالنسبة لنا. لقد كان من غير المسؤول إضاعة سنوات في السلطة وعدم الاهتمام بشأنها. الحرائق في مدن إسرائيل – ليس بالضرورة في تل أبيب، ولكن أيضًا في سديروت أو كريات شمونة أو حرفيش أو إيلات – يجب أن تؤدي إلى نشوب حرائق في مدن إيران. وإذا كنتم تفضلون عدم إطلاق النار من الأراضي الإسرائيلية، فبالامكان إطلاق النار من أماكن أخرى. الأمر ليس بهذا التعقيد.
يكفي كسل وقصر يد . إنها ليست مسألة يمين ويسار، انها مسألة أن يكون لك عمود فقري أو أن تكون مجرد خرقة . إنك لا تشتري الهدوء بالضعف، ولا تحصل على الأمن باحتواء الإرهاب أو بدفع خوة للإرهابيين. نتنياهو، اقرأ كتب “الإرهاب: كيف يمكن للغرب أن ينتصر” و”مكان تحت الشمس”. كل هذا مكتوب هناك. هل نسيت ما كتبته بنفسك؟ أم أن هذا لم يثر اهتمامك أبدًا، وكان صحيحا من الناحية السياسية فقط؟
إنه أمر فظيع، ولكن هذه هي الحقيقة: لقد وصلنا إلى هذا المكان المتدني، حيث يقود أهل الكتاب ودولة اليهود الحكماء مجموعة تبدو قراراتها أسوأ من تلك التي اتخذتها مجموعة القرود في (حديقة الحيوانات ) هاي- بارك كريات موتسكين.
عن يديعوت أحرنوت