
اسرائيل تلاحظ في الاشهر الاخيرة تآكل في مكانة السلطة الفلسطينية، ويجري النظر الى سلسلة وسائل تستهدف مساعدتها في تعزيز قوتها. رئيس الحكومة، يائير لبيد، سيعقد في الغد اجتماع واسع لتقدير الموقف مع رؤساء الاجهزة الامنية في هذا الشأن. وحسب اقوال مصدر سياسي فان اسرائيل تستند في الحقيقة الى حقيقة أنه حتى الآن قوات الامن نجحت في صد انزلاق نسبي للارهاب والجريمة الى داخل اسرائيل، على خلفية التدهور الحالي في الضفة الغربية.
أول أمس قال رئيس الاركان، أفيف كوخافي، بأن “عدم سيطرة الاجهزة الامنية الفلسطينية على مناطق معينة في يهودا والسامرة يشكل ارض خصبة لنمو الارهاب”. في المستوى السياسي لم يتفاجؤوا من تصريحات رئيس الاركان. “بصورة عامة كوخافي محق”، قال مصدر تحدث مع “هآرتس”.
وحسب اقوال هذا المصدر فان “هناك مشكلة بنيوية في التوتر في الضفة، تنبع من أن هناك ضعف كبير جدا للسلطة في شمال السامرة، في مناطق مثل جنين ونابلس هم يسيطرون بدرجة قليلة جدا على الارض”. واضاف المصدر بأن الخلفية للوضع الحالي تنبع من تضعضع مكانة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ومن تآكل طبيعي في أداء قوات الامن الفلسطينية، التي تؤدي الى فقدان السيطرة على الارض.
“هناك الكثير من النقاشات في الجانب الاسرائيلي في مسألة كيف يمكن مساعدتهم في اعادة ترسيخ مكانتهم. هناك افكار، لكن من غير المؤكد كم سيكون تأثيرها. نحن نحاول مع ذلك بكل الطرق مساعدتهم”، قال المصدر. من بين امور اخرى يجري النظر في تعميق المساعدة الاقتصادية لرام الله، الوسيلة الرئيسية التي تستخدمها الحكومة الحالية منذ تشكيلها، وذلك بواسطة زيادة حصص عمل الفلسطينيين في اسرائيل وضخ مساعدات اقتصادية للسلطة من مصادر مختلفة. في سلسلة النقاشات التي جرت حول الموضوع في الاسابيع الاخيرة في القدس طرحت عدة اقتراحات استهدفت مساعدة تعزيز السلطة. ولكن، حسب اقوال مصادر سياسية، فان المشاركين في هذه النقاشات المختلفة وجدوا صعوبة في تحديد هل سيكون لهذه الاقتراحات تأثير حقيقي على الوضع على الارض، وهذا الموضوع سيتم طرحه بشكل اوسع في النقاش الذي سيجري غدا.
اقوال رئيس الاركان كوخافي أول أمس جاءت على خلفية اقوال قالها في نفس اليوم ضابط رفيع في الجيش في محادثة مع مراسلين، التي بحسبها فان الاجهزة الامنية الفلسطينية لا تكثر من العمل في عدد من المدن في الضفة. واضاف هذا الضابط بأن هذا الامر يجعل الجيش الاسرائيلي يقوم بالعمل في هذه المدن. وفي اقواله اشار الى أنه منذ بداية السنة قتل 80 فلسطينية في الضفة على يد قوات الامن الاسرائيلية. “هذه السنة كانت سنة عنيفة جدا. وعدد القتلى يؤثر على الوضع في الميدان”، قال.
اضافة الى ذلك قال الضابط بأن “يد الجنود لم تكن خفيفة على الزناد”. واضاف “عندما نقرر تعريض حياة الجنود للخطر فإننا لا نفعل ذلك فقط، بل نحن نفعل هذا بحذر”. وقد اضاف كوخافي بأنه منذ بدأ الجيش الاسرائيلي في عملية “كارس الامواج” في نهاية شهر آذار في اعقاب موجة العمليات التي اخترقت حدود الخط الاخضر، تم اعتقال 1500 مطلوب وتم احباط مئات العمليات.
في يوم الاحد الماضي اصيب مواطن وستة جنود في عملية إطلاق نار على حافلة في غور الاردن. ثلاثة من المصابين ما زالوا قيد العلاج في مستشفى رمبام في حيفا، من بينهم سائق الحافلة الذي يعتبر وضعه الآن متوسط، وجنديان اصابتهما طفيفة.
عن مركز أطلس (هآرتس)