أي مستقبل ينتظر الفلسطينيين في سنة 2025؟
يواجه الفلسطينيون، مع بدء سنة 2025، حالة من عدم اليقين؛ فهم يأملون، في المقام الأول، بأن تتوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وأن تنفتح في هذا العام آفاق التوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية يلبي الحد الأدنى من حقوقهم الوطنية، لكنهم يتخوفون، في الوقت نفسه، من أن ينطوي هذا العام، كالذي سبقه، على أفق الحرب والاحتلال والاستعمار المستمر.
النازحون في القطاع ينهون عامهم وسط الأمطار الغزيرة والبرد القارس
استقبل الغزيون والغزيات، الذين أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح من منازلهم والعيش في الخيام، العام الجديد، وهم يحاولون الاحتماء من الأمطار الغزيرة والبرد القارس، إذ أغرقت الأمطار الغزيرة التي هطلت آلاف الخيام في مخيمات النازحين، وأبرزها في دير البلح وفي مناطق مواصي خان يونس، وعانت الأسر النازحة من ليلة مروعة، وهي تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة بعد أن غمرت المياه خيامها وضربتها الرياح القوية. وتشهد إحدى النازحات على ذلك بقولها: “لم ننم طوال الليل ولا غمضة عين، كان أطفالنا يرتجفون من البرد، وكانت المياه تتدفق من حولنا، ولم يكن لدينا سوى بطانيات مبللة لحماية أنفسنا”، وتضيف أم نازحة في مواصي خان يونس: “لم يكن لدي سوى بطانية واحدة لأطفالي الأربعة، فكنا نتجمع معاً لمحاولة الاحتماء، لكن البرد أقوى منا”. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح 1.9 مليون شخص في قطاع غزة، يعيش معظمهم في خيام مؤقتة ويعانون من نقص الغذاء والوقود والدواء[1].
وكان سبعة أطفال رضع قد توفوا في القطاع المنكوب بسبب انخفاض حرارة أجسامهم خلال أسبوعين، ومن ضمنهم الطفل الرضيع جمعة، الذي أُجبر والده يحيى البطران على النزوح مع زوجته وأطفاله ووالديه المعاقين من بيت لاهيا إلى مخيم للنازحين في دير البلح في وسط قطاع غزة، حيث يعيشون في خيمة مصنوعة من البطانيات والأقمشة البالية. وكان يحاول، بحسب تقرير نشرته صحيفة “لاكروا” الباريسية، أن يشعل النار كي يتمكن من تدفئة نفسه وأفراد عائلته، وذلك بعد أيام قليلة من وفاة طفله جمعة. وتعبّر نورا البطران عن حزنها على وفاة رضيعها، فتقول: “لم يكن لدينا ما يكفي من البطانيات أو الملابس المناسبة، وقد رأيت طفلي يتجمد، وتحوّل جلده إلى اللون الأزرق، ثم مات”، ويعلّق الوالد يحيى، 44 عاماً، قائلاً: “فررت مع أطفالي لحمايتهم من القصف، وها هم الآن يموتون هنا من الجوع والبرد أمام أعيننا”. وفي زاوية خيمة البطران، التي أقيمت مع مئات آخرين في بستان نخيل، يحتضن يحيى ثلاثة من أطفاله على سجادة مبللة بالمطر، ثم يضع قدراً صغيراً من الماء على النار لإعداد الشاي ويخلطه مع الخبز الجاف، مع القليل من الجبن والزعتر، ليكون هذا بمثابة وجبة غداء لجميع أفراد الأسرة. وفي خان يونس، جنوباً، يقول محمود الفصيح إنه وجد ابنته الصغيرة سيلا “مجمدة” في خيمتهم في قطاع المواصي، حيث اضطر إلى النزوح من مدينة غزة، وهو أخذها إلى غرفة الطوارئ في مستشفى ناصر، لكنها كانت ميتة بالفعل. كما توفيت عائشة القصاص، التي تبلغ من العمر 20 يوماً، بسبب البرد في منطقة المواصي، بحسب عمها محمد القصاص الذي قال: “في غزة، كل شيء يؤدي إلى الموت؛ فأولئك الذين لا يموتون تحت القصف الإسرائيلي يستسلمون للجوع أو البرد”. وحذر مدير قسم الطوارئ والأطفال في مستشفى ناصر الدكتور أحمد الفرا، في تصريح لوكالة “فرانس برس” “من احتمال زيادة الوفيات بين الأطفال والرضع وكبار السن”[2].
يأملون في انتهاء الحرب والعودة إلى ديارهم في العام الجديد
يصف الكثيرون من النازحين العام الماضي بأنه “مؤلم للغاية”، ويقولون إنهم “يريدون العودة إلى ديارهم أكثر من أي شيء آخر”، إذ قالت النازحة سميرة الأشقر لوكالة “رويترز”، وهي تحمل طفلتها بين ذراعيها: “نحن نعيش هنا في البرد وفي حالة جوع وعطش ونقص في الملابس والبطانيات والفرش، ونأمل أن يحمل لنا العام الجديد شيئاً أفضل، حتى لو كان كل شيء مجهولاً”. بينما صرّح وليد المصري، النازح من بيت حانون، لوكالة “فرانس برس”: “نأمل أن يسود الهدوء في سنة 2025، وألا تكون هناك حرب، وأن يكون الشعب الفلسطيني آمناً، وأن يتمكن الجميع من العودة إلى ديارهم”، وأضاف: “رسالتي إلى العالم في العام الجديد: انظروا إلينا، كفى حروباً ودماراً ومجازر وتهجيراً وإبادة جماعية”[3]. وتعرض الكاتبة الشابة وطالبة الأدب الإنكليزي، إسراء أبو قمر، أحلام عائلتها للعام الجديد، في مقال نشرته على موقع “موندويس” الأميركي في 30 كانون الأول/ديسمبر الفائت، فكتبت أنهم بينما كانوا يتجمعون حول النار، يحتسون الشاي ويأكلون آخر فتات الخبز، سألت أفراد عائلتها: “إذا كان هناك وقف لإطلاق النار، ماذا ستفعلون؟ ما هي خططكم لعام جديد غير دموي؟ أجابت أختي البالغة من العمر 11 عاماً بحماس: ”أريد الذهاب إلى المدرسة ورؤية أصدقائي مرة أخرى، أريد أن أجد أساتذتي وأعود إلى صفي“ “، بينما “لطالما حلم أخي حسن، الذي يبلغ من العمر الآن 18 عاماً، بالسفر إلى الخارج لدراسة الهندسة واستكشاف العالم منذ صغره، وتعتمد أحلامه وطموحاته الآن بشكل كامل على فتح المعبر الحدودي”، في حين كانت “أحلام والديّ للعام القادم بسيطة ولكنها مؤثرة للغاية؛ قالت أمي إنها تتمنى فقط أن تطهو لنا وجبة لذيذة، وأن تشاهدنا نأكل حتى نشبع وترى الفرحة على وجوهنا ونحن نتذوق كل لقمة، ووافقها والدي على ذلك، مضيفاً: ”أحلم بسنة لا يضطر فيها أحد في هذه العائلة إلى النوم على معدة فارغة“ “. وفي خضم “كل الأحلام والتطلعات التي سمعتها من عائلتي، وجدت نفسي أفكر فيما أريده للعام الجديد.. أحلم بالعودة إلى جامعتي – أو حتى إلى أطلالها – فقط لأعيد اكتشاف متعة الحياة الجامعية، ولو لفترة وجيزة؛ أحلم بالتجول في شوارع غزة مع أصدقائي، كما كنت أفعل في السابق. كنت قد بدأت في تعلم القيادة وكنت أرغب أيضاً في الحصول على رخصة القيادة..، ولكن ربما أكثر من أي شيء آخر، ما أريده الآن هو ببساطة الأمان! أن أعيش حياتي بسلام وهدوء مع عائلتي، متحررة من الخوف الدائم؛ أريد أن تتحقق كل آمال عائلتي الصغيرة، وأتمنى ألا نضطر لتحمل عام آخر مثل هذا العام”[4].
معطيات سياسية لا تدعو إلى التفاؤل
في مقال بعنوان: “أي مستقبل لفلسطين في سنة 2025″، نشره في 25 كانون الأول/ديسمبر الفائت، لا يبدو مايكل لينك، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متفائلاً بمستقبل فلسطين في هذا العام الجديد، إذ هو يقدّر بأن “عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة ستسرّع من إخضاع إسرائيل للفلسطينيين”، وخصوصاً بعد أن مثّلت تعييناته الرئيسية “بما في ذلك وزير الخارجية وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ومبعوثين إقليميين هدايا دبلوماسية لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية الحالية”، معتبراً “أن القيود الوحيدة التي يمكن أن يفرضها ترامب على إسرائيل تنبع من سعيه للتوصل إلى اتفاق جوهري مع المملكة العربية السعودية، التي تطالب علناً بمسار موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية”. ومن ناحية أخرى، يرى مايكل لينك أن من المتوقع أن يشهد هذا العام في الضفة الغربية المحتلة “مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، وبناء مستوطنات إسرائيلية غير قانونية جديدة، وازدياد عنف المستوطنين، الذي بلغ في حدته مستويات قياسية؛ وعلى الرغم من أن ترامب قد يكبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ضم أجزاء من الضفة الغربية رسمياً، فإن الضم الإسرائيلي الفعلي سيستمر بلا هوادة. ومن المرجح أن تتضاءل قدرة السلطة الفلسطينية على التأثير على الأحداث لصالحها أكثر فأكثر”. أما في قطاع غزة، فهو يتوقع أن “تنتهي حرب الإبادة الجماعية مع وقف إطلاق النار الرسمي وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وبعض المعتقلين الفلسطينيين، إلا أن حصيلة الموت والمعاناة التي لا يمكن تخيلها بين المدنيين الفلسطينيين في غزة ستستمر، مع استمرار المجاعة والأمراض المعدية والاقتصاد المدمر..، وفي حين أن حماس لن تُهزم بصورة كاملة، إلا أنها ستعاني من ضربة قاسية على المدى القصير، وستسعى إسرائيل إلى إقامة مستوطنات في شمال غزة وتشجيع زعماء العشائر على حكم بقية القطاع، وهو ما قد يتسامح معه ترامب”[5].
ويتفق أرنو بيرونيه، الباحث المشارك في “مؤسسة البحر المتوسط للدراسات الاستراتيجية”، مع هذا التحليل غير المتفائل، إذ هو يرى أن دونالد ترامب أكد، خلال حملته الانتخابية، أنه “ملتزم الدفاع عن إسرائيل، وانتقد
بشدة محاولات إدارة بايدن تجميد شحنات الأسلحة الأميركية إلى تل أبيب”، لكنه عبّر “عن انزعاجه من طول هذا الصراع الذي يضر بصورة إسرائيل، وبالتالي بصورة الولايات المتحدة، وطلب مراراً وتكراراً من قادة إسرائيل إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكنن”، موضحاً أنه إذا تم انتخابه رئيساً، “فستتلقى إسرائيل كل المساعدة اللازمة لإنهاء الحرب في غزة بسرعة، وفي الوقت نفسه هدد حماس بانتقام شديد إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين” ويتوقع الباحث المذكور أن تتمحور سياسة إدارة دونالد ترامب، إزاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حول ثلاثة محاور: “الدعم غير المشروط لإسرائيل، وخصوصاً في مواجهة حماس وحزب الله وإيران، ودعم دمج إسرائيل في البيئة العربية من خلال توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام لتشمل المملكة العربية السعودية، وتغييب القضية الوطنية الفلسطينية”[6].
معطيات سياسية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية
على الرغم من عدم تفاؤله بما ستحمله سنة 2025 للفلسطينيين، فإن مايكل لينك، المقرر السابق للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يراهن على الدور الذي ستضطلع به الأمم المتحدة في هذا العام، وخصوصاً بعد أن حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة شهر أيلول/سبتمبر القادم كموعد نهائي لإسرائيل كي “تنهي احتلالها لفلسطين بصورة كاملة”، كما يراهن على تفاقم عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، متوقعاً أن “تستمر عزلة إسرائيل الدبلوماسية، حتى مع تعزيز علاقتها مع حليفتها القوية، الولايات المتحدة، وسوف ينعكس وضعها المعزول داخل الأمم المتحدة – ولا سيما في الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان – في المزيد من الأصوات الساحقة ضد احتلالها المستمر منذ 57 عاماً، ورفضها الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وانتهاكاتها للقانون الدولي”، وكذلك على دور القانون الدولي، الذي سيصبح، في القضية الفلسطينية، “أكثر أهمية في سنة 2025، إذ قد يكون هناك، في أعقاب القرارات التاريخية التي اتخذتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في سنة 2024، حركة متنامية للإصرار على اتباع نهج قائم على الحقوق لتحقيق السلام في فلسطين، ليحل محل النهج البراغماتي الذي فقد مصداقيته – ولكن لا يزال مستمراً – في عملية أوسلو”[7].
والواقع أن سنة 2024، شهدت مبادرات عديدة، وخصوصاً من جانب الأمم المتحدة، تصب في مصلحة القضية الفلسطينية. ففي 18 أيلول/سبتمبر الفائت، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً، بأغلبية 124 عضواً، يطالب بأن “تنهي إسرائيل، من دون إبطاء، وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة في غضون مدة أقصاها 12 شهراً من تاريخ اتخاذ القرار”، و “عدم إعاقة الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في تقرير المصير بما في ذلك حقه في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على كامل الأرض الفلسطينية المحتلة”، وتناشد الجمعية العامة في القرار “جميع الدول الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتقرر عقد مؤتمر دولي خلال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين وحل الدولتين لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط”. وقد تمّ تبني هذا القرار بناء على فتوى طلبتها الجمعية العامة من محكمة العدل الدولية، في 19 تموز/يوليو 2024، بشأن الآثار القانونية لسياسات إسرائيل وممارستها في فلسطين، ومما جاء في تلك الفتوى أن “استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وأنها ملزمة بإنهاء هذا الوجود غير القانوني بأسرع ما يمكن، والوقف الفوري لجميع الأنشطة الاستيطانية الجديدة وإجلاء جميع المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة”[8]. وفي 4 كانون الأول/ديسمبر الفائت، تبنت أغلبية الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يدعو “لإحلال سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط دون إبطاء على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ سنة 1967 بما في ذلك احتلال القدس الشرقية”، وأكدت من جديد “دعمها الثابت وفقاً للقانون الدولي للحل القائم على وجود دولتين، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود ما قبل 1967”. وتم اعتماد القرار بأغلبية 157 صوتاً مؤيداً مقابل 8 أصوات معارضة، على رأسها الولايات المتحدة، وامتناع 7 دول عن التصويت[9] (9). وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في 3 كانون الأول/ديسمبر الفائت، خلال زيارته للرياض، أنه اتفق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تنظيم مؤتمر دولي في حزيران/يونيو القادم حول إقامة دولة فلسطينية، وأضاف: “نأمل أن نضاعف ونوحد مبادراتنا الدبلوماسية معاً في الأشهر المقبلة لندفع الجميع إلى السير على هذا الطريق”، معرباً عن رغبته في “إشراك العديد من الشركاء والحلفاء الآخرين، الأوروبيين وغير الأوروبيين”، في هذا المسعى، ومعتبراً أن المؤتمر الدولي سيوفر فرصة “ستمكّن أيضاً من تقديم إجابات فيما يتعلق بأمن إسرائيل وإقناعها بأن حل الدولتين هو حل مناسب لها نفسها”[10].
وعلى الصعيد الإنساني، أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني في 11 كانون الأول/ديسمبر الفائت نداءً طارئاً يهدف إلى جمع 4.1 مليار دولار أميركي لمساعدة 3.3 مليون فلسطيني في سنة 2025، بما يشمل جميع سكان قطاع غزة، الذين يقدر عددهم بـ 2.1 مليون شخص، و900 ألف شخص في الضفة الغربية”، حسبما أوضحت الأمم المتحدة في ندائها الإنساني. ومع ذلك، أشار العاملون في المجال الإنساني إلى أن هناك حاجة بالفعل إلى مبلغ أكبر بكثير من المبلغ المطلوب، إذ “ستتطلب الاستجابة الإنسانية واسعة النطاق 6.6 مليار دولار أميركي”. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إنه “يجب على إسرائيل أن تتخذ إجراءات فورية وفاعلة لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين بصورة عاجلة، بما في ذلك عن طريق إزالة جميع العقبات التي تحول دون إيصال المساعدات وتسهيل العمليات الإنسانية مثل توزيع السلع الأساسية على الفلسطينيين المحتاجين”. وشددت الأمم المتحدة في مناشدتها على أن “سرعة وحجم عمليات القتل والدمار في قطاع غزة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث”، وأضافت: “في الوقت نفسه، اشتدت حدة العنف في الضفة الغربية بصورة حادة، وهناك خطر كبير من تفاقم الوضع في الضفة الغربية أيضاً”[11].
خاتمة
قد تحمل سنة 2025 في طياتها الكثير من المفاجآت غير المتوقعة، إذ بينما قد تظل هناك أوقات مظلمة تنتظر الفلسطينيين في هذا العام، وخصوصاً في حال استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وسكانه وما يرافقها من مشاريع احتلال وتهجير واستيطان، فإن هذه الحرب قد أطلقت أيضاً حركة تضامن عالمية مع الفلسطينيين لا سابق لها، لا سيما بين الشباب، ستستمر في إلهام العمل الجريء، ولا ينبغي أبداً التقليل من تأثيرها الدائم، كما قدّر مايكل لينك. ومن ناحية أخرى، فإن هذا العام سيمثّل “اختباراً حاسماً” لمصداقية الأمم المتحدة وسلطتها، كما أشار إلى ذلك السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الذي أكد “أن قضية فلسطين كانت على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ إنشائها ولا تزال تشكل اختباراً حاسماً لمصداقيتها وسلطتها”، داعياً الأطراف الدولية إلى “التصرف بمسؤولية” من أجل عكس “الاتجاهات السلبية”، التي تنطوي عليها سياسة إسرائيل “بما في ذلك جميع التدابير المتخذة على الأرض التي تتعارض مع القانون الدولي”[12].
[1] https://ismfrance.org/index.php/2024/12/31/temoignages-de-gazaouis-la-survie-qui-sorganise-au-jour-le-jour-dans-lenfer-de-gaza-partie-264-31-decembre-1-les-pecheurs-de-gaza-en-pleine-tempe
[2] https://www.la-croix.com/a-gaza-on-meurt-aussi-de-froid-selon-habitants-et-medecins-20250101
[3] https://www.huffingtonpost.fr/international/video/pour-ce-nouvel-an-2025-a-gaza-marque-par-la-pluie-et-le-froid-les-palestiniens-veulent-la-paix_244229.html
[4] https://agencemediapalestine.fr/blog/2024/12/31/les-reves-de-ma-famille-pour-la-nouvelle-annee-dans-le-contexte-du-genocide-de-gaza/
[5] https://www.aa.com.tr/fr/analyse/opinion-quel-avenir-pour-la-palestine-en-2025-/3434086
[6] https://fmes-france.org/quelle-politique-americaine-pour-le-moyen-orient-en-2025
[7] https://www.aa.com.tr/fr/analyse/opinion-quel-avenir-pour-la-palestine-en-2025-/3434086
[8] https://news.un.org/ar/story/2024/09/1134616
[9] https://news.un.org/ar/story/2024/12/1137176
[10] https://www.linternaute.com/actualite/politique/6782552-emmanuel-macron-souhaite-la-creation-et-reconnaissance-de-l-etat-de-palestine-une-date-deja-fixee
[11] https://lecourrier.vn/un-appel-visant-a-lever-41-milliards-dusd-pour-aider-les-palestiniens-en-2025/1274210.html;
[12] https://www.humanite.fr/monde/bande-de-gaza/poussee-par-lonu-la-creation-dun-etat-palestinien-au-centre-dune-conference-internationale-en-juin-2025
عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية