وما الذي حدث في قلب التدين الفلسطيني وجذر التعصب وكثف من المحافظة الدينية على حساب السياق الوطني؟ هذا المقال المطول والطويل يحاول ان يتأمل ويحلل جوانب تحولات الدين والتدين في فلسطين ويدعو الى اجتراح “اسلام فلسطيني” ينبع من الواقع والسياق الفلسطيني ومُنسجم معه، وليس من النصوص الحرفية التي لا تأخذ السياق بالإعتبار …
يبدأ بصورة متخيلة … ثم يختم بصورة حقيقية حدثت في ثلاثينيات القرن الماضي، والصورتان تعكسات تمثلا ل “الاسلام الفلسطيني”:
المثال المتخيل:
«وصعد بطريرك الكنيسة الفلسطينية منبر صلاح الدين في المسجد الأقصى وألقى خطبة حماسية في جموع المصلين الذين ملأوا المسجد وساحتة وقبة الصخرة وما حولها يوم الجمعة العظيمة التي تسبق عيد الفصح المجيد، وحثهم على مواصلة الانتفاضة والمقاومة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم نزل عن المنبر وانضم إلى صفوف المصلين وراء الامام. وبعدها بيومين، أي يوم الاحد، قاد خطيب المسجد الأقصى قداس عيد الفصح في كنيسة القيامة وخطب في الوف المصلين حول أهمية صمود الفلسطينيين في أرضهم وقرأ فتوى جماعية وقع عليها علماء الدين الفلسطينيون، مسلمون ومسيحيون، تُحرّم الهجرة من الوطن». المصدر: كتاب مُتخيل بعنوان «لاهوت التحرير الفلسطيني» التاريخ، زمن ما في المستقبل!
المثال الذي حدث:
«… ومما يُستدل على مشاركة المرأة (الفلسطينية) الفاعلة، في تلك الفترة، تلك المظاهرة الاحتجاجية، على زيارة مسؤولين بريطانيين، والتي قامت بها نساء فلسطين رغم الأمطار الغزيرة يوم الجمعة ١٥ إبريل العام ١٩٣٣م، والتي تحدين فيها أعين البوليس البريطاني المتربصة… سارت المظاهرة إلى مسجد عمر، وقامت سيدة مسيحية ولأول مرة في التاريخ بإلقاء خطبة من على منبر المسجد، وهي السيدة متيل مغنم، وحين واصل الموكب مسيرته إلى القبر المقدس، قامت سيدة مسلمة وهي السيدة طرب عبد الهادي، بإلقاء خطبة امام قبر المسيح، ما يدل على وعي عميق ورؤية ثاقبة للحركة النسائية المدينية في تلك الفترة..».