
أنا عايدة ابو لا شين (23 عاما) من مدينة غزة ناجية من تحت الأنقاض بعد ٤٨ ساعة..
لم اكن أتوقع أن أعيش بعد هذا اليوم !!
العاشر من أكتوبر ، الساعة الثانية من منتصف الليل.
صوت الانفجارات بعيدة .
بلحظة كل شي تغير ،تزلزلت الأرض من تحتى وتساقطت الأشياء فوقي.
بعد ساعة تجمعوا الناس والدفاع المدني لانقاذنا ، ولكن تم إعلان موتنا جميعا ، لأنهم وجدوا محمد اخ زوجي (جمال) ، جثة واقعة على الأرض .
كنت اسمعهم وانا تحت الأنقاض ، الإسعاف و الدفاع المدني وأصوات الجيران .
من بين الأنقاض حاولت الصراخ عليهم بكل قوة نحن هنا احياء .. لم نموت .. نحن احياء تحت الأنقاض ، لكن رائحة البارود والغبار التى تدخل فى نفسي، اقوى من ذلك الصراخ الذى لم يسمعه احد .
وفجأة ؛ أعلن الدفاع المدني أنه من الصعب عليه اخراجنا من تحت الأنقاض.!
لا يريد استنزاف الطاقة والمعدات فى البحث عن اموات
ذهب الجميع للبحث عن احياء عند سماع غارة جوية جديدة فى مكان آخر .
هنا أدركت أن شقتى والمنزل المكون من اربع طبقات اسمنتية مدمر بالكامل وجميعنا تحت الأنقاض انا وزوجي (جمال) وزوجة اخيه (سلامة ) وأطفالهم الثلاثة هادى عمره ٨ سنوات . على عمره ٦سنوات . شام عمرها ٣ سنوات
استيقظ من النوم ، لا ادري كان المكان معتم جدا شعرت بشيء تقيل فوقي. المساحة ضيقة جداً وجسم متخشب لاشي يتحرك منى ، لاشي بالكاد استطيع التنفس بالكاد يصلنى الأكسجين المخطلت براحة الغاز .
ناديت على زوجي .. جمال . . جمال .. جمال ، ما جاء الرد المكان معتم جدا حاولت تحرير نفسي
ورفع الأثقال ولكن كان سقف المنزل الاسمنتي اقوي بكثير من محاولاتى ، ضربت راسي بحجر أثناء محاولته الهروب من الموت
لحظة ، اسمع اصوات انين أحد هنا ….. يتألم تحت الركام كنت أعتقد أنه زوجي (جمال) ولكن تبين أنه انين الطفل على صاحب الست سنوات كان الطفل يتألم فى الطبقة الاسفل من الركام
وبكل هذا الوقت وأنا أنزف الدم من يدى وراسي ورجلى محشورة بين الحجار
، مر الوقت صباح.. ظهر.. مساء. وانا ارتجف من البرد وأشعر بالعطش الشديد .
وفى صباح اليوم التالي سمعت خطوات شخص يمشي فوق الأنقاض -، مسكت حجر وحاولت أن اضربه بالسقف من فوق راسي حتى سمعوا الصوت وسألوا هل من احد حى هنا .
قلت لهم نعم أنا عايدة
فى هذه اللحظة سمعت صوت ابي كان يبحث عن جثتى كل هذا الفترة سمعت صوته وهو يشكر الله بالدعاء بصوت مرتفع حتى اجتمع الناس على صوته
سالنى ابي وانا تحت الركام أن كنت احتاج شي طلب الماء
وفعلا شربت ،
واخيرا بعد ٤٨ساعة خرجت من تحت الركام سألتهم عن زوجي (جمال) قال لى ابي أنه بخير ،
ذهبت إلى المستشفى لمعالجة إصابتي ، لم يكن لي سرير الاموات والمصابين فى كل مكان ،
انتقلت إلى منزل والدى سألتهم مجددا اين زوجى جمال
فكانت الإجابة فى أعينهم مات جمال ومات اخيه محمد وزوجته سلامه وأطفالهم هادى ،و شام
انا الناجية الوحيدة من هذه المجزرة والطفل على مازال فى العناية المركزة.
أنا عايدة ابو لا شين من مدينة غزة ،
لم أنجو بعد من الموت…
انا نازحة بعد قصف بيتى وقصف بيتى عائلتى الحرب هنا لم تنتهى مستمرة اسمع صوت الانفجارات حولى فى كل مكان .
إن حياتى ممكن أن تنتهي فى ثانيه ربما الليلة ربما لا .
أوقفوا هذه الحرب.