
عادة ما يُرفع العلم ويتمّ إشهار الرموز ـ أشكال وألوان وصور وتصاميم ـ لاستظهار شيء أو إظهاره أو إعلان شيء أو قول شيء أو أي غرض آخر قريب أو بعيد،
وها نحن في خضمّ موسم الأعلام والرموز التي عادة ما أعوذ من الشياطين كلّما احتشدت في مكان.
الاشتغال بالأعلام والرموز هو اشتغال بالهويّة خاصة عندما يتمّ “التنافس” على إبرازها وتوكيدها في الحيّز العام والميديا مقابل أعلام الآخرين ورموزهم. كأن يرفع الدرزيّ علم عقيدته وعلم إسرائيل التي سنّت فوقه قانون “كمينتس” و”القومية” أو كأن يحمل الشيوعيّ علمًا أحمر في الأول من أيار ويحمل معه علم الطاغية الكيماوي من الشام.
حتى عندما نكون بشأن مناسبة دينيّة فإن الظاهرة تأخذ منحى هويتيّ لأننا في مكان منكوب بالهُويّات ـ وكلّها متخيّلة. يقولون له أنت مسلم أو أنت مسيحي فيكون ويُغالي ويغلي. والدين ـ أي دين ـ قلّما قلّما قلّما يتجلى لنا في هذه الديار كمسار روحانيّ أو تأمّلي. في هذه الحالة، لا أحد بحاجة إلى علم أو رمز!
إنني أرى فيما يحصل هذه الأيام اتجاهيْن أساسيْن عند حمَلة الأعلام والملوّحين بها ـ الاتجاه الأول ـ التستّر على هويّات مأزومة في وضعها أو أدائها وإخفاء قُبحها وعيوبها. والاتجاه الثاني ـ هو خلق عصبيّات مغلقة مستنفرة يسهل على “القيادات” تجييرها لتحقيق مصالحها.
في كل الحالات هناك قصد قاصد من الخارج ومن الداخل لإبقاء نار الهويّات مُشتعلة ولا أفضل من الأعلام والرموز للقيام بذلك!
(الصورة بعدسة “المعلّم” ربيع باشا)
