أسطورة حنّون وحنّونة!
تقول الأسطورة، أن حنّونة كانت تطلُّ على المدى تحيط بها الأشواك وتشاكسها. تقاوم الحنّونة وتتابع تأملها. على مسافة نظرة يقف حنّون ببهاء وبعض حزن. من حيث هو، نادى قلبه عليها:
– هيييي أنتِ! أراك مُبْكِرةً هذا الصباح!
قالت: أستعدُّ لك.. أنتظرك منذ قرنٍ وسنتين وعشر ثواني!
– تنتظريني أنا!؟
– نعم.. ما بك؟
– لا شئ. لقد تفاجأت.
– ليتك تفاجئني!
– كيف؟
– هل ترى الأشواك حولي؟
– نعم أراها.
– تجاوزها وقدِّم لي قطرةَ ندى.
امتشق ذاته وقاتل حتى وصل إليها. قال:
– هل ترين قطرة النّدى على أهداب عيني؟
– نعم أراها.
– حمَلْتُها قرناً وسنتين وعشر ثوانٍ. إنها لكِ. خذيها.
من يومها، مع كل موسم، وهما ينبتان معاً. من يومها والحنّون ينبثق على المنحدرات وفي السهول، فيعود ذات الحوار يبدأ من جديد، ويواصل الحنّون الإنبثاق ويضئ.