أسرى في وطن أسير ..
من اللوحات الذكية للفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي لوحة وضعها على مدخل معرض لرسوماته في بيروت حيث رسم قضبان سجن على مرآة كبيرة وضعها على مدخل المعرض ، كان كل من ينظر اليها يرى صورته في المرآة وراء القضبان .
منذ الأمس وأنا أتفرج على صورتنا في مرآة ناجي العلي وفلسطين الأسيرة في سجنها الكبير تنهش لحم بعضها بعضا بترديد رواية السجان في ملابسات اعتقال أسرى السجن الصغير .. وتحاول بما تبقى من عقلك أن تقنع جنون ” ربعك ” وتكسر المقولة الشائعة : ” ان انجن ربعك عقلك ما بفيدك ” .
حقق الفرسان الستة معجزة نجاتهم من السجن الصغير في أروع صور البطولة الفردية التي أبهرت العالم ، ولكنهم كانوا يدركون أنهم في وطن أسير يحتاجون فيه لمعجزة أخرى لنجاتهم ..
ولأننا كلنا أسرى يتضامنون مع أسرى في بلاد أسيرة منذ العام 48 تلك هي الحقيقة التي غابت عنا في حملة التخوين التي غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي .
في فلسطين الأسيرة صعب ان تنجو ان هربت من غرفة النوم الى الصالون طالما البيت كله تحت الاحتلال هذا كان في ذهن الأبطال الستة عندما حفروا نفق الحرية ..
نحن شعب تحت الاحتلال في سجننا الكبير نتضامن مع سجوننا الصغيرة بين العجز والمعجزة نحاول حفر نفق للحرية من جديد .
ونتفرج على صورتنا في مرآة ناجي العلي لنجد انفسنا أسرى يتضامنون مع أسرى .. وسبحان الذي أسرى بعبده .. وترك بقية عباده أسرى !