أساطير الأولين
منذ سنتين أنهيتُ مجموعتي القصصية “أساطير الأولين”، وخلال تلك الفترة عرضتها على عدد من الأصدقاء والنقاد والمصححين، وكنت في كل مرة آخذ بملاحظاتهم، وأصوب ما رأوه خطأ، وأكمل ما رأوه ناقصا.. وبين فينة وأخرى أتذكر أن ذلك الحوار ملتبس، وذاك المشهد ينقصه شيء ما، وتلك الجملة أقوى، وتلك المفردة في غير محلها.. تأتيني فكرة آناء الليل، وما أن أستيقظ حتى أعود لقصصي لأضعها في مكانها.. وهكذا ظلت المجموعة مثل ابني، أربيه على مهل، وأؤدبه ما استطعت.. أتعبه حينا، وأريحه حينا، بيننا تفاعل حي، بقلب نابض..
قبل شهرين خرجت المجموعة من دار النشر (مكتبة كل شيء بحيفا) ولم يستطع الصديق صالح عباسي إيصالها لي بسبب الحظر والكورونا.. شهرين وأنا أترقب مسك الكتاب بيدي، أنتظره مثل مسافر طال غيابه..
قبل يومين أوصله لي الصديق حسن عبادي مشكورا، أعدت قراءته كما لو أنه لكاتب آخر، لا أعرفه، فرحت به بادئ الأمر، ثم حزنت لأنه لم يعد بوسعي تغيير حرف، أو حذف جملة، وأن الكتاب لم يعد ملكي.. صار ملك القارئ.. على أمل أن ينال إعجابكم، وأن يثير في ذهنكم تساؤلا ما..
المجموعة تطل على بحر حيفا.. من شرفة الصديق حسن عبادي، في طريقها إلى أسرانا الأبطال ..
وستكون قريبا جدا في المكتبات..