هناك سلسلة من الأسئلة المهمة جداً تتطلب على الأقل إجابة شافية قبل القرار المتعلق بالرد على مجزرة مجدل شمس، لأن مثل هذه الحرب لن تشبه أي شيء عرفناه .

يبدو الأمر بغاية البساطة : يجب على إسرائيل أن تشن حربا ضد حزب الله، وأن تزيل التهديد عنها وأن تسمح لسكان الشمال بالعودة بسلام إلى منازلهم . ولكن في حين انه لن يعترض احد على أهمية الجزء الثاني من الجملة (بعد تسعة أشهر من شمال مهجور وبعد مجزرة مجدل شمس)، فإن الجزء الأول يستلزم الإجابة على سلسلة طويلة من الأسئلة بالغة الأهمية. وبدون إجابة مطلقة ، أو على الأقل إجابة مرضية، على هذه الأسئلة – تتحول هذه الجملة البسيطة إلى جملة قاتلة ومحفوفة بالمخاطر .

لكي أكون واضحا: أنا لا أتفاخر بمعرفة ما هي الأجوبة . أنا لا أقول ايضا بان طرح هذه الأسئلة يعني أنه لا ينبغي علينا الذهاب إلى حرب أو القيام بعملية واسعة النطاق أو تنفيذ رد فعل قوي . أنا أقول ايضا بانه من حقنا وواجبنا، كمواطني دولة أن نطالب قادتنا – المدنيين والعسكريين – ابداء الراي حولها والتأكد من انه توجد لديهم ولدينا نحن الاجوبة الصحيحة والمناسبة . لأن الحرب مع حزب الله لن تكون شبيهة بأي شيء شهدناه خلال 76 عاماً من عمر الدولة. وهذه هي الأسئلة:

  • هل تملك إسرائيل الرد على الـ150 ألف صاروخ الموجودة في أيدي حزب الله (وربما أكثر من ذلك بكثير) ؟ هل تستطيع إسرائيل أن تتعامل مع وابل من آلاف الصواريخ يومياً، مئات الصواريخ في الساعة، التي سيتم توجيهها دفعة واحدة نحو عشرات الأهداف العسكرية والمدنية في الجبهة وفي الجبهة الداخلية ؟ هل يوجد رد على أسراب الطائرات المسيرة التي سيتم اطلاقها من لبنان وربما من العراق وسوريا واليمن أيضاً ؟ وما هو وضع الملاجئ الخاصة والعامة في كافة انحاء البلاد بشكل عام وفي مناطق أهداف حزب الله المتوقعة بشكل خاص ؟ .
  • هل البنى التحتية الأساسية والحيوية – الكهرباء والطاقة والمياه والاتصالات والغذاء والمستشفيات والمطارات ومحطات الإطفاء – مستعدة لمثل هذه الهجمات من ناحية المباني والطاقة البشرية والقدرة التشغيلية وخطط التعافي ؟ هل هناك حماية كافية لكابل الإنترنت التحت بحري ولمنصات الغاز ؟ هل هناك حماية كافية للمصانع الأساسية (مثل الصناعات الامنية) والمصانع الخطرة (مثل مصانع المواد الكيميائية)؟ .
  • هل تحتاج إسرائيل إلى مساعدة أمريكية نشطة في تحديد مواقع اهداف الصواريخ والطائرات المسيرة واعتراضها؟ هل ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم مثل هذه المساعدة، وإذا كان الأمر كذلك – فبأي شروط وإلى متى يجب على إسرائيل أن تنتظر نشر الوسائط القتالية الأمريكية (على سبيل المثال حاملة طائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط) ؟
  • ما هو الثمن من الأرواح والممتلكات، في الجبهة وفي الجبهة الداخلية ، الذي تبدو إسرائيل مستعدة لدفعه في حربها مع حزب الله ؟ كم من الوقت تستطيع اسرائيل خوض مثل هذه الحرب من النواحي الاقتصادية والمعنوية ؟.
  • هل ان إسرائيل مستعدة لهجوم إلكتروني واسع النطاق على الخدمات الأساسية الحيوية وعلى الشبكات العسكرية والاتصالات المدنية ووسائل الاعلام ؟ هل أنظمة الكمبيوتر الحساسة محمية بما فيه الكفاية من مغبة اختراقها من قبل قراصنة الكومبيوتر ؟ .
  • هل وضعت بالحسبان جوانب القانون الدولي المتعلقة بالهجمات على البني التحتية والمناطق السكنية في لبنان؟ هل ان إسرائيل مستعدة للهجوم القانوني الذي سيأتي بالتأكيد بعد مثل هذه الهجمات؟ .
  • هل يوجد لإسرائيل دعم دبلوماسي دولي كافي، وفي المقام الأول من جانب الولايات المتحدة، للقيام بعملية واسعة النطاق في لبنان ؟ هل ان إسرائيل مستعدة من الناحية الاعلامية ؟ وهل وضعت بالاعتبار المخاطر المترتبة على ضرب أهداف مثل البعثات الدبلوماسية ووسائل الإعلام الأجنبية في مدينة بيروت بالخطأ ؟
  • ما هو الحد الأدنى من الأهداف لحرب أو عملية واسعة النطاق ضد حزب الله ؟ ما هي التسويات التي ستطالب بها إسرائيل كحد ادنى من الشروط لوقف الحرب/العملية ؟ وهل هناك خطط بديلة في حال عدم إمكانية تحقيق هذه الأهداف في وقت معقول وبإصابات مقبولة في الجيش وفي الجبهة الداخلية ؟ .
    عن موقع News1  العبري .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *