أرقام وإحصائيات عن المذبحة تبكيك دما وتصقل هدفك!


عند مراجعة تحديثات مكتب الإعلام الحكومي ووزارة الصحة وتقارير الأونروا وإحصاءات مركز الإحصاء الفلسطيني وتقارير أوتشا (مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة) ومكتب شؤون الأسرىى وجمعيات العمل والإغاثة الصحي غير الحكومية تتشكل لوحة دامية رسمها جيش الاحتلال والمرتزقة ومصلحة السجون الإسرائيلية وميليشيا المستوطنين ومن يلف لفهم. وان أنت هربت من دموية الأرقام والإحصاءات وهي ليست أرقاماً ولا تعدادات جامدة، بل هي تنزف دما، فلا تشح عيناك على الأقل عن صورة واحدة من آلاف الصور إذ انها تلخص المشهد المأساوي كله: طفلا تبتر قدماه وبدون أي تخدير ويصرخ لعنان السماء وطبيبا يبكي ممسكا منشاره الطبي.
حصرت أرقاماً وإحصائيات كي ارسم صورة خاصة بي بحجم الثمن والآسى والفقدان. أعترف اليوم ان ثبات الموقف أمام هول الأرقام صعب، وأن الإصرار على الانتصار أمام خذلان غزة ممن هم بين ظهرانينا وأبناء أمتنا أصعب. نكرر لانفسنا ومعارفنا أرقاما عامة نتداولها عن هول المذبحة وتبقى ارقام وإحصاءات لا يتم تعميمها للفضاء الأوسع. أردت ان أسردها لذاتي وبعد ان جمعتها عزمت على مشاركتها:
*هناك ٢ مليون نازح داخلى في غزة من أصل مليونين ونصف المليون شخص.
*لا يوجد تقديرات واضحة عن عدد الذين تمكنوا من ترك غزة من مرضى او طلبة وغيرهم، ولكنهم بالآلاف وكثيرهم يعاني الأمرين من ضيق ذات اليد ولوعة الفقدان وترك من يحبون داخل مرجل المذبحة ويضطرون التحامل على سوء المعاملة في كثير من الأحيان إذ رمت بهم الظروف لبلدان “الأشقاء والأصدقاء”.
*حسب تقرير صدر قبل شهر من قبل مجلة لانست الطبية – وهى من أهم الإصدارات الطبية والتي تتميز بمصداقية ومهنية عاليتين، قدرت ان عدد الذين قضوا واستشهدوا في غزة بسبب الإجراءات الإسرائيلية المباشرة (قصف، قتل، تجويع، تعطيش، اعدام) وغير المباشرة (منع الدواء، منع علاج مرضى السرطان، انعدام المتابعة لمرضى غسيل الكلى، هلاك كبار السن أصحاب الأمراض المزمنة، وفاة النساء الحوامل بأجنة احتاجت لرعاية خاصة، إلخ) – قدرت عددهم بـ ١٨٦٠٠٠ فلسطيني في غزة، مستدركة ان هذا الرقم هو رقم محافظ وان الأرقام قد تكون اعلى من ذلك بكثير.
* أكثر من ٤٩٠٠٠ ألف شهيد قضوا بآلة القتل الإسرائيلية، وهو أيضا رقم محافظ؛ ٣٣٪ منهم أطفال، ١٨،٤٪ نساء و ٨،٦ ٪ من كبار السن.
*التقديرات تشير بأن ١٠٠٠٠ الفاً ما زالوا تحت الأنقاض (أكثر من نصفهم أطفال ونساء وكبار السن) مع تقدير البعض ان عدد المفقودين هو اعلى من هذا الرقم بمرتين وأكثر.
* الدفاع المدني الفلسطيني يقدر بأن الجيش الإسرائيلي نبش ٢٢١٠جثث للشهداء من قبورها واختفت من المقابر ويضيف الدفاع المدني انه رصد ظاهرة لم تكن معروفة سابقا وهو “تبخر” ١٧٦٠ جثة ( pulverized ) بسبب طبيعة الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمت ضدهم.
* لا ارقام دقيقة عن عدد الذين تيتموا، ولكن التقديرات تتحدث عن ١٧٠٠٠ طفل باتوا يعيشون بدون والديهم او بدون أحدهما.
* تقديرات وزارة الصحة تشير إلى ان ١١٥ طفل ولدوا واستشهدوا منذ السابع من أكتوبر الماضي، مع العلم ان ٥٠٠٠٠ طفل ولد خلال حرب الإبادة في غزة منذ اندلاع الطوفان.
*وضمن من استشهدوا هناك ٨٨٥ شهيد (شهيد هنا دلالة على الشهداء من الجنسين) من الطواقم الطبية. ١٧٠ صحفي فلسطيني. ٤٩٥ من الكوادر التعليمية. ٢٠٧ من العاملين في وكالة الغوث الدولية (اعرف بعضهم وعملت معهم لعقود من الزمن). ٧٩ كادر من الدفاع المدني وأعداد غير محددة رقميا من المتطوعين في كافة المجالات والذين استشهدوا أثناء تأدية واجبهم الوطني والإنساني ونالوا أوسمة الشهادة.
* التقديرات، وهي أيضا محافظة، ان ٦ ٪ من سكان غزة قد استشهدوا حتى اللحظة والرقم مرشح للزيادة. هذه النسبة تعادل ٢٠ مليون من أصل ٣٣٠ مليون امريكي (بالنسبة والتناسب).
*الجرحى وصلوا لحاجز الـ ١٠٠٠٠٠ جريح ومصاب.
*الإحصاءات المتفرقة تشير إلى ان ١٥٠٠ طفل بترت أطرافهم او فقدوا عيونهم وغير معلوم العدد الإجمالي لمن بترت أطرافهم من الكبار.
* المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى تتحدث عن أكثر من ٥٠٠٠ معتقل أسير فلسطيني من غزة ذاقوا اشد أنواع التعذيب والمهانة وصولا إلى اعتداءات جنسية صادمة بحق بعضهم (الحديث يدور عن ١١٢ حالة اغتصاب لأسيرات وأسرى) وإعدام ٨٧ عن سبق إصرار.
* وزارة الصحة تتحدث عن ٦٤٠٠٠٠ طفل دون سن العاشرة بحاجة لتطعيم فوري ضد شلل الأطفال وأكثر من مليون و٣٠٠٠٠٠ جرعة ممنوعة من دخول القطاع وان ٤٠٠٠٠ طفل رضيع لم يحصلوا على اللقاحات والتطعيمات اللازمة بشكل منتظم.
* هناك مليون و٧٠٠ ألف شخص في غزة مصابون بامراض معدية بسبب النزوح المستمر، وتدفق مياه الصرف الصحي وتراكم النفايات (نصف مليون طن) وانتشار القوارض وغياب مستلزمات التنظيف (كل ٦٠٠ شخص في مراكز النزوح يستخدمون دورة مياه واحدة على سبيل المثال).
*هناك أكثر من ٧٠٠٠٠ ألف حالة عدوى التهابات كبد وبائي وانتشار للحصبة والأمراض والالتهابات الجلدية وأعداد كبيرة تعاني من سوء تغذية حاد ونقص الغذاء والماء.
*أكثر من ٤٥٠٠٠٠ مريض سرطان ونساء حوامل معرضين للخطر (٦٠٠٠٠ جنين في بطون امهاتهم معرضين للإجهاض او لتشوهات خلقية بسبب تاثيرات القنابل والمتفجرات) ومريض مزمن دون أدوية لهم؛ جميعهم معرضون للخطر لانعدام الرعاية الصحية.
* تقديرات الأونروا ان هناك ٦٠٠٠٠٠ طفل مصاب بصدمات نفسية شديدة وحادة وأنا أرجح ان هذا الرقم ليس دقيقا، وبداهة ان جميع اهل غزة، كبارهم وصغارهم، يعانون من أزمات وصدمات نفسية حادة، وكثيروها “محبوس بين الأنفاس” ولا يطفو للسطح وهم فى خضم مسعاهم للبقاء على الحياة ومعانتهم المقهورة للحصول على قليل غذاء وماء لابناءهم ولهم (٩٨٪ من الأطفال لا يجدون مياه صالحة للشرب بشكل دوري).
* لا مبالغة انه ما بعد الحرب المتوحشة سيعاني مليونين ونصف المليون غزي من اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.
* مئات ألوف الأشخاص نزحوا أكثر من ٦ مرات في نزوح داخلى مغموس بالدم ومن خيمة لأخرى ومن رصيف لرصيف. حاليا مئات ألوف الأسر (أكثر من مليون ومائتي ألف) يجدون أنفسهم مكدسين في أربعين كيلومترا مربعا (ما يعادل ١١ ٪ من مساحة القطاع) بمعدل ٣٠٠٠٠ شخص لكل كيلومتر مربع واحد.
* الأونروا تشير ان ما يقارب من ٢٠٠ مدرسة تابعة لها ومستوصف ومركز توزيع مساعدات تعرضت للقصف، ومعظمها مدارس تم تحويلها لمراكز إيواء قصفت عمدا بالرغم من توفير احداثيات هذه المواقع مرتين كل يوم للطرف الإسرائيلي.
* أكثر من ٦٠٠ غزي نازح قتل داخل مراكز الإيواء هذه.
*السنة الدراسية ضاعت وما يقارب من ٦٢٥٠٠٠ طالب تركوا مقاعد الدراسة قصرا والسنة الدراسية للعام القادم ستفقد. هذا بالإضافة إلى ٣٩٠٠٠ طالب وطالبة حرموا من تقديم امتحان شهادة الثانوية العامة وفقدوا سنتهم الدراسية وأي فرصة للالتحاق بالجامعات.
* تم تدمير ١٢١ جامعة ومدرسة بشكل كلي و٣٣٠ جامعة ومدرسة بشكل جزئي واستشهد ١١٠ من العلماء وأساتذة الجامعات والبحاثة.
*تم تدمير ١٥٠٠٠٠ وحدة سكنية (بيوت، شقق، أبراج) بشكل كلي و٢٠٠٠٠٠ بشكل جزئي وعشرات الآلاف من الوحدات أصابها الضرر ولا تصلح حاليا للسكن.
*٦١٠ مسجد دمرت بالكامل و٢١٤ مسجد وثلاث كنائس استهدفت ودمرت بشكل جزئي.
*الاحتلال اخرج ٣٤ مستشفى عن الخدمة و٢٤٠ مركزا ومستوصفا ومؤسسة صحية ودمر اكثر من ١٣٠ سيارة اسعاف. أكثر من ٧٠٠ من ابار المياه دمرت.
*٣٤ منشأة وملعب وصالة رياضة دمرت.
*المواقع الأثرية والتراثية لم تسلم كذلك ودمر الاحتلال ٢٠٦ منها. تم تدمير ١٢ متحف و٣٢ مركز ثقافي وجاليري واحتراق أعمال فنانين من غزة واستشهاد عدد منهم وضياع وتلف أكثر من ٢٠٠٠ من الأثواب الفلسطينية المحفوظة والقديمة.
* مجموع القنابل التي سقطت على رؤوس المدنيين عادلت حتى اللحظة في قوتها التفجيرية لأربع قنابل نووية من التي ألقيت على مدينتي هيروشيما ونكازاكي اليابانيتين إذ ألقى سلاح الموت الجوي الإسرائيلي ٨٠ ألف طن من المتفجرات (٧٠٪ منها مشبع باليورانيوم المخضب) وبما يعادل ٣٦ كغم من المتفجرات لكل غزي.
* استفاد جيش الاحتلال من أسلحة أمريكية منذ الطوفان بقيمة ٤٥ مليار دولار، اي بما يعادل مليون دولار من أسلحة الموت “خصصت” لكل شهيد حسابيا.
*وفقا لتقارير الأمم المتحدة فان الغارات الإسرائيلية خلفت ٤٢ مليون طن من الأنقاض “وهو يكفي لملء خط من الشاحنات يمتد من نيويورك إلى سنغافورة وسيكلف ٧٠٠ مليون دولار وان العملية ستكون معقدة بسبب القنابل التي لم تنفجر والمواد المشعة الخطيرة” مع العلم ان تكلفة إعادة الإعمار الأولية هي اكثر من ٨٠ مليار دولار.
*هذا وقد تم تقدير الخسائر الأولية للاقتصاد الغزي بـ ٣٠مليار دولار. مع العلم انه تم تقدير ما سرقه جنود الاحتلال من نقود وذهب من منازل الغزيين بما قيمته ٣٧٠ مليون دولار.
* وفى الضفة الغربية،ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، سقط ٦٤٠ شهيدا، ربعهم أطفال دون سن الثامنة عشرة وأصيب أكثر من ٥٠٠٠ بجراح كثيروها صعب وخطير وتم تدمير ٩٠٠ منزل في الضفة واعتقال ما يقارب من ١٠٠٠٠ آلاف فلسطيني بالإضافة للألوف الرازحة في غياهب المعتقلات قبل السابع من أكتوبر.
ومع التدمير الواسع لمخيم جنين وطولكرم ونور شمس ارتفع عنف المستوطنين وتخطى حاجز ١٠٠٠ هجوم في ذات الوقت الذي ارتفعت وتيرة التوسع الاستيطاني حيث استولت سلطات الاحتلال على ٢٤ كيلومترا مربعا جديدا من أراضي الضفة الغربية منذ بداية العام الحالي.
أعلاه غيض من فيض معطيات تتركك مذهولا مصعوقا دامي القلب. معطيات رقمية وإحصائية يوظفها البعض للكفر بكل شيء ولوم الكل ونشر اليأس وبعضهم يغالى فى ضلاله ويترحم على الاحتلال وبساطيره.
الحق ان الأرقام صعبة ولا شيء يخفف من ألم المصاب الفردي والجمعيّ، ولكن وبالرغم من كل شيء – وحتى لو لم يعجب هذا الموقف البعض وهذا قرارهم هم وهوانهم هم – يبقى تحدى الثبات وتحدى الايمان بالنصر ماثلا ونابضا.