أدب الشتات …أدب الرحلات الذهنية

الذاكرة الفلسطينية الشفوية والمكتوبة تجّمع ما يمكن تسميته بأدب الرحلات الذهنية.. أو أدب الشتات ..

أنا من مواليد اللاذقية التي اعتز بها كمسقط رأسي .. أعرف قريتي إجزم قضاء حيفا  حارة حارة .. ممكن أغمض عيني واشوف البير الغربي .. الحارة الفوقة والتحتا .. والجامع.. اتخيّل خالي توفيق عضو منظمة الكف الأسود  جثة على بلاطة نبع القرية .. ينظر إلى البلطة التي غرسها الصهاينة في رأسه .. وانزح مع ابي وامي اللذين شاهدا البرميل  يسقط على بيتنا .. يقتل كل من كان من جيراننا.. وأطير مع الحمامة الاخيرة التي قاومت حتى النهاية .. ( جبع واجزم وعين غزال)  .. وأهبط في وادي النحل الممتد من هذه القرى  الى شواطئ حيفا..

الذاكرة الشفوية الفلسطينيية ستضيف للعالم جنس أدبي جديد..

أدب الرحلات الذهنية.. أو أدب الشتات..

ومن يمتلك مشروعاً عليه اطلاقه للعالم.. وهذه الفكرة نتيجة حوار قديم جديد .. زار الكثير ممن حازوا على جنسيات امريكية وأوروبية وغيرها..مدنهم وقراهم في فلسطين المحتلة .. وكان الانطباع الأولي والحالة العامة عند الجميع :  انهيار وبكاء لعدة أيام ..واعتقد إنها حالة اصطدام بين ذاكرة المكان والذاكرة الشفوية والذهنية.. نكبة داخلية جديدة.. وقد حاول بعضهم فيما بعد الكتابة وبعضهم كتب كالدكتور أحمد برقاوي.. لكنهم عجزوا عن وضع جنس أدبي يرتقي أو يناسب الحالة .. وصار ثمة خلط بين أدب الرحلات وتدوين الذاكرة الشفوية،  وبين الذاكرة الذهنية الخاصة بكل فرد والذاكرة الجمعية الخاصة  بالمخيمات والشتات والشعب الفلسطيني عامة.. وهذا ما يمكنه أن يكون أدب رحلات جديد.. ويمكن ان نطلق عليه اسم أدب الشتات..

ويمكن لهذا الجنس الأدبي الجديد ان يخلط  أدب المهجر مع أدب الرحلات .. والمنافي مع اللجوء .. ويلامس رحلات الغجر العالمية .. وتجارب مستجدة للشتات..

*جبع واجزم وعين غزال يشكلون من الجو شكل الحمامة وتم تسمية المنطقة بالعبري هكذا فيما بعد.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *