أبو رياض .. زيتونة”المشهد” التي ارتاحت من شموخها

بينه وبين ” جبل سيخ ” في حضن الجليل رفقة الشموخ يوزّع سفحه بين المشهد وعين ماهل ، وكفر كنا و دبورية .
وله من عبقرية البقاء ما يفيض عن حاجة ” جبل الطور ” يطل على الناصرة في رفقة الأرض وذاكرة أصحابها .
جميل عرفات ” أبو رياض ” حارس الذاكرة الفلسطينية من شرفة بيته في قرية المشهد في الجليل والتي استعارت من صلاح الدين الأيوبي اسمها حين كان يراقب منها معركة حطين .
ولد قبل دولة بن غوريون وأحفاده ، وزرع ذاكرة المكان في حواكير البلاد في أكثر من عشرين كتابا عن القرى المهجرة .
زارني في السويد قبل زيارتي لفلسطين وأفرغ حمولته من ذاكرة البلاد في ليلة سويدية باردة تعبق بأنفاس الجليل .
التقيت به في البلاد بعد سنوات وكان المرض قد داهمه ، واستعان بعكازه يشرح لي بها ذاكرة المكان ، ويشير لي بعكازه بمهارة التربوي عن رواية الأرض الذي بقي يروي حكاية أصحابها ما يقارب القرن من الزمان .
أبو رياض من جيل البقاء الأول الذي أتقن عبقرية البقاء بين الوطن والدولة ، وبقي طوال عمره نصفنا الباقي في البلاد يحرس المكان وذاكرته في ” أملاك الغائبين ” .
مات أبو رياض أمس وترك لنا ” المشهد ” واضحا نطل منها على بلادنا بعد ان زرع الذاكرة ليشرح لنا الفرق بين الوطن والدولة .
بين جبل الطور وجبل سيخ أغمضت زيتونة المشهد عينيها ، وارتاحت من شموخها .
لروحه السلام .